taisez vous !
قوة الكلمة وسطوة القيادةفي زمن أصبح فيه العمل والتأطير عنوان المرحلة المقبلة بالمغرب،
تظل قوة الكلمة وتأثير السلطة القيادية محط انتباه. تخيّل موقفًا مستوحى من قصة طريفة لمدير الـ FBI الشهير “هوفر”، الذي كتب ملاحظة عابرة: “Watch the borders” أو “راقبوا الحدود”. رجال المكتب هرعوا فورًا إلى الحدود مع كندا والمكسيك، ظنًا منهم أن الأمر يتعلق بالأمن القومي، بينما كان المقصود مجرد “انتبهوا لهوامش الصفحة”! هكذا، بسبب جملة غامضة من مدير صارم، تُرجم سوء الفهم إلى هدرٍ للموارد.في السياق المغربي، حيث يُعول على العمل الجماعي والتأطير الفعّال لبناء مرحلة جديدة من التنمية، يمكن أن تحدث مواقف مشابهة، “طلع احتج في الرباط” من فم الوزير إلى اذن المدير،حملت الكثير من التأويلات. كلمة عابرة من مسؤول، أو حتى نظرة عابرة، قد تُحرّك فرقًا بأكملها لتنفيذ ما لم يُطلب صراحة. يُطلق على هذه الظاهرة أحيانًا “إدارة لوح الويجا”، حيث يحاول الموظفون تفسير إشارات المدير العابرة، فيشرعون في اتخاذ قرارات دون توجيه واضح.هيبة القيادة: قوة تُبدّد الاستقلال.
حتى القادة ذوو النوايا الحسنة قد يؤثرون دون قصد. عبارات مثل: “ما عندي رأي، ولكن لو كنت مكانك…” أو “براحتك، لكن أنا أفضّل لو…” قد تبدو تشجيعًا على المبادرة، لكنها غالبًا تحمل ضغطًا خفيًا. في بيئة العمل المغربية، التي تتسم بالاحترام العميق للهيكلية الإدارية، تكتسب كلمات القائد وزنًا استثنائيًا، حتى لو كانت مزحة عابرة. قد ينتهي الأمر بتحويل تعليق بسيط إلى مشروع كبير أو قرارات غير مدروسة.ما الحل؟
للقادة في المغرب، الذين يسعون لتأطير فرق العمل في هذه المرحلة الحاسمة، إليكم بعض النصائح: تحمّلوا مسؤولية تأثيركم: كل كلمة تخرج منكم لها وزن، فكونوا واعين بها.
الصمت ذهب إذا لم يكن ضروريًا: إذا لم يكن لديكم رأي حاسم، تجنبوا التعليق العابر.
وضوح الهدف: شاركوا الرؤية بصراحة ودعوا الفريق يتولى التفاصيل.
امنحوا مساحة للحوار: تجنبوا حضور الاجتماعات التي قد تُقيد حرية الفريق في التعبير عن أفكارهم.
تذكروا: حضور القائد وحده قد يطغى، حتى لو لم ينطق بكلمة. جملة تمرّون بها مازحين قد تُترجم إلى خطة عمل كاملة!
في المغرب اليوم، حيث يُعدّ العمل المنظم والتأطير الفعّال ركيزتين أساسيتين للمستقبل، يجب على القادة أن يكونوا قدوة في الوضوح والمسؤولية. كلمة واحدة قد تُشعل شرارة إبداع، أو تُضيع جهود فريق بأكمله. فكونوا واعين، لأن قيادتكم تُشكّل المسار.
Comments ( 0 )