آخر شطحات ماكرون على إيقاع الجمهورية الخامسة المضطرب:
“الحكم الذاتي لجزيرة كورسيكا”
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تأييده الاعتراف بخصوصية جزيرة كورسيكا، تاريخيا ولغويا و ثقافيا و نسى أن كل هذا يضمنه الدستور الفرنسي.
و استباقا لحملته الرئاسية للولاية الثانية أعرب الرئيس في تصريح خاص عن أمله في “أن يتم تدريس اللغة الكورسيكية بشكل أفضل ووضعها في قلب حياة كل كورسيكي”، في إشارة إلى إنشاء “خدمة التعليم العام لصالح ثنائية اللغة” .
و ارتباطا بمستجدات هذا الموضوع الذي يقسم الشارع الفرنسي إلى قسمين ،و يؤرق السلطة المركزية في باريس، دعا الرئيس إلى التحلي بالجرأة لبناء “الحكم الذاتي لكورسيكا في الجمهورية”، و”مرجع كورسيكي بالكامل، مرجع كورسيكا في الجمهورية”.
و تأتي تصريحات ماكرون هذه بعد اتخاد الجمعية الكورسيكية خطوة حاسمة بتبنيها، بأغلبية ساحقة، لمداولة تحدد معالم الحكم الذاتي المنشود، تتضمن الاعتراف بالشعب الكورسيكي، والمشاركة في اللغة الرسمية أو وضع المقيم، وكلها علامات تعزز القومية الكورسيكية التي تتجاوز الخطوط الحمراء التاريخية للسلطة التنفيذية الفرنسية.
من جهة أخرى و بحسب تحليلات المتابعين و القانون الدستوري الفرنسي يفهم من كلام ماكرون في خطابه عن كورسيكا أنه يقترب من حالة كاليدونيا الجديدة التي تعتبر نظريا مستعمرة فرنسية. لكن المثير في الاقتراح الجديد هو أنه سيسمح لكورسيكا بأن تصبح قوة تشريعية ويكون لها قوانينها الخاصة وهي داخل الجمهورية الفرنسية في حين أن وحدة فرنسا تعني وحدة القانون.
من منظور أوسع:
ماكرون الذي فقد توازنه بآخر ايامه في الجمهورية الخامسة، يقترح الحكم الذاتي على كورسيكا لمواجهة أطروحة انفصال الجزيرة، فهل الحكم الذاتي صالح لمواجهة الانفصال فقط حينما يهدد الوحدة الترابية الفرنسية؟ فيمنح لجزيرة كما منح للجزائر سنة 1962 ! أليس المغرب هو صاحب براءة الاختراع هذه ! والتي أشاد بها العالم إلا ماكرون و كابرانات الجزائر.
تعليقات ( 0 )