عاشت كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، على وقع أحداث “رعب” و”عنف” على مدار الأسبوع الماضي إلى غاية يوم الإثنين 04 أبريل الجاري.
ويتعلق الأمر حسب ما استقته المنظور بريس من مصادرها المطلعة، بصراعات عنيفة بين الفصائل الطلابية بالكلية وبعض الأطراف الخارجية.
كلية الآداب والعلوم الانسانية تندد بالأحداث :
في أول تعليق لها على الأحداث التي شهدتها فضاءات الكلية، نددت عمادة كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان بأحداث العنف التي شارك فيها طلبة داخل الكلية وأطراف خارجية أخرى، وسجلت أنه ” تم استعمال الأدوات الحديدية والأسلحة البيضاء وعصي، مما أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة لبعض العناصر..، وتم تخريب بعض ممتلكات المؤسسة “.
البلاغ أشار أن الأحداث خلقت حالة من الخوف والرعب لدى الطالبات والطلبة وتوقف الدراسة جزئيا في بعض القاعات.
إلى ذلك شددت عمادة الكلية على احتفاظها بحقها في سلك المساطر الإدارية في حق كل طالب ينتمي للمؤسسة، والمتابعة القضائية في حق كل عنصر أجني متورط في الأحداث.
“اوطم” تتهم “القاعديين” بالتورط في الأحداث وتصف الهجوم ب- “الغادر” :
وصف بيان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب “اوطم” الأحداث التي وقعت بالكلية بالهجوم “الغادر”، متهماً فصيل الطلبة “القاعديين” بتبني الهجوم؛ واصفا إياهم ب “العصابات المحسوبة على القاعديين”.
وجاء في بيان اوطم :
” في خطوة غير مسبوقة في كلية الآداب بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عصابات محسوبة على التوجه القاعدي مدعومة بعناصر غريبة على الكلية تشن هجوما غادرا وتجدد العملية التي بدأتها يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لكنها اليوم الإثنين 04 أبريل 2022 عادت بعدد أكبر وهمجية أشد لتستخدم السيوف والسواطير ومختلف الأسلحة البيضاء، وتخلف إصابات بالجملة ثلاث منها شديدة الخطورة في صفوف الطلبة والطالبات ومناضلي هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
هذه العناصر التجأت إلى العنف في مستوياته الخطيرة باعتباره الوسيلة الوحيدة الذي تفهمه وتعيش به، وتفرض به الرأي وتتغذى به، وتستبد به في الأوساط الطلابية، بعد فشلها في إقناع الجماهير بمشروعها. وليس كل ذلك غريبا عن هذه العناصر التي تمتح من إيديولوجية تتبنى العنف وتعتبره مبدأ ووسيلة لتدبير علاقاتها مع الجميع.
ومن إيماننا العميق بأن الجامعة مكان للمقارعة الفكرية والتحصيل العلمي الجاد والاستفادة من الفضاء الموازي الذي توفره لجماهير الطلاب لصقل مهاراتهم وبناء شخصياتهم على مستويات عدة، ومن إيماننا بأن العنف لا يلتجئ إليه إلا العاجزون الذي لا يملكون قدرة على التواصل والإقناع، ومن إيماننا أيضا بأن العنف وسيلة جلية تستخدم لتشويه سمعة الجامعة وعزلها عن محيطها المجتمعي، حتى يتخذ ذلك ذريعة لفرض قوانين مجحفة لضرب العمل الطلابي وعدم التمييز بين الممارسين للعمل النقابي الراشد والممارسين للفوضى والتخريب في الجامعة؛ فإننا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة عبد المالك السعدي فرع تطوان نؤكد أننا لن ننسلخ من مبادئنا لننساق وراء ألاعيب هذه العناصر المشبوهة ومن يحركهم في الخفاء، ولن ننجر إلى دوامة العنف والعنف المضاد، كما نشدد على أننا لن نتنازل عن أنشطتنا النضالية والإشعاعية والعلمية والفكرية التي سطرناها في برنامجنا مهما كلفنا الثمن.
وإذ نكتب هذا البيان التواصلي مع الرأي العام الطلابي والوطني، ونكشف الهدف من الهجمات المتكررة لهذه العناصر المشبوهة على المناضلين وطلاب كلية الآداب، فإننا نعلن ما يلي:
تأكيدنا على سلك المساطر القانونية لحماية طلبة كليتنا من هذه الهجمات ونحمل السلطات مسؤولية سلامتهم.
تنديدنا بالهجوم الغادر المتكرر للمرة الثالثة على طلبة كلية الآداب تطوان من قبل هذه العصابة المارقة.
تحميلنا المسؤولية لهذه العناصر عما ستؤول إليه أوضاع الطلبة ذوي الحالات الخطيرة والحرجة جراء هجماتها الغادرة.
ننبه هذه العصابات إلى خطورة الأفعال التي تقترفها، وانعكاسها السلبي على سمعة الجامعة وتعميق الجراح التي نتجت عن مخططات التخريب وحصار العمل النقابي باسم القوانين المنظمة.
تشبثنا بخيار هيكلة الاتحاد والعمل المنظم بعيدا عن الفوضى، مع العزم على مواصلة أنشطتنا وتنفيذ برنامجنا المسطر.
تمسكنا بمبدأ السلمية ونبذ العنف في ممارستنا للعمل الطلابي.
مكتب فرع أوطم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان
04 أبريل 2022 “.
فصيل الطلبة القاعديين يعلق ؛ “قمنا بتحصين الحرم الجامعي من قوى الظلام.. وفصيل القاعديين مستهدف” :
رفض فصيل الطلبة القاعدين الإتهامات الموجهة إليهم بخصوص الأحداث التي شهدتها كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان.
وأوضح بيان الفصيل أن الأمر كان يتعلق بعملية تحصين الحرم الجامعي ممن وصفهم ب “القوى الظلامية” المدججين بجميع أنواع الأسلحة على حد تعبير البيان.
وجاء في بيان فصيل القاعديين :
” تنويرا للرأي العام الطلابي الوطني والمحلي، على إثر المستجدات التي تشهدها الحركة الطلابية المغربية عامة وفي موقع تطوان مرتيل على وجه الخصوص، وإزالة لكل لبس وغموض لدى الجماهير الطلابية.
في الوقت الذي كان فيه رفاق/ت فصيل الطلبة القاعديين وطنياً ومحلياً منغرسين في أوساط الجماهير الطلابية في إطار معارك نضالية بطولية ( معركة تسجيل الطالب الجديد، معركة فتح الحي والمطعم الجامعيين، معركة التصدي للمذكرة المشؤومة المتعلقة بشروط التوظيف،…)، وذلك دفاعاً عن المكتسبات التاريخية للحركة الطلابية، التي سعى ولا زال النظام اللاوطني اللاديمقراطي واللاشعبي إلى الزحف عليها تنفيذاً منه لإملاءات المؤسسات المالية للإمبريالية العالمية، ضارباً عرض الحائط المصالح المادية والمعنوية لأبناء وبنات الفلاحين والعمال من داخل الجامعة المغربية، وذلك عبر محاولة تمرير مجموعة من البنود الطبقية، (الرؤية الاستراتيجية، قانون الإطار، المخطط الاستعجالي، مخطط التعاقد، تسقيف سن ولوج التوظيف…)، تمهيداً منه للجعل من حقل التعليم مجال للاستثمار الرأسمالي. وبالتالي، دق آخر مسمار في نعش ما تبقى من مجانية التعليم ببلادنا.
وفي سياق غير مفصول عن ما سبق، فإن رفاق/ت فصيل الطلبة القاعديين تكريساً منهم/ن للثقافة الشعبية التي تنسجم وواقعنا الطبقي، ودفاعاً عن حرمة الجامعة من كل أشكال الميوعة والتفسخ، التي من شأنها خلق أرضية خصبة للنظام الرجعي لتمرير مخططاته الطبقية، خاض رفاق كمال الحساني في مجموعة من الخطوات النضالية منذ بداية الموسم الجامعي (حلقيات، توضيحات، دوريات، دردشات، …).
وفي مقابل هذا الزخم النضالي الذي يعيشه الموقع، وانسجاماً مع الطبيعة اللاديمقراطية للنظام السياسي القائم بالمغرب، سعى هذا الأخير إلى تسخير مختلف أجهزته الطبقية السرية والعلنية منها، للتضييق على رفاقنا عبر شتى آلياته القديمة/الجديدة اللصيقة ببنيته الطبقية ( قمع أشكال النضالية، اعتقال، متابعات، شكايات كيدية،…).
وبعد فشل النظام الرجعي العميل في النيل من إرادة وعزيمة رفاقنا لجأ إلى تسخير أذياله من القوى الظلامية في شقها الديني، كشكل من أشكال استمرارية فرض سياسة الحظر العملي على منظمتنا العتيدة أوطم، حيث شهد الموقع أمس البارحة تواجد مجموعة من العناصر الظلامية بمبرر تنظيم مهزلة “انتخابات التعاضدية”. مما أملى علينا موقعنا المتميز في الحركة الطلابية باعتبارنا مناضلي ومناضلات أوطم الخوض في أشكال توضيحية وتنديدية تحصيناً منا للإرث الكفاحي والتقدمي لنقابتنا، وتجسيداً منا لمبدأ ضرورة الفضح السياسي والأيديولوجي لهاته القوى الظلامية، عبر التعريف بتاريخها الدموي المرتبط بتنفيذ اغتيالات سياسية عدة في حق مجموعة من المفكرين ( مهدي عامل، فرج فودة،…) والمناضلين ( المعطي بوملي، محمد آيت الجيد بنعيسى، …)، وفضح طبيعة هاته الانتخابات المزعومة التي يسعون من خلالها إلى خلق ورقة ضاغطة للمساومة على ملفات الطلبة.
وفي هذا الصدد، بعدما تم نسف هاته الانتخابات المشبوهة، تفاجئنا ( وفي الحقيقة لم نتفاجئ) بانزال كثيف لهاته العناصر الغريبة على الجسد الطلابي مدجّجين بمختلف أنواع الأسلحة، مما نتج عنه جوّ من الرعب والخوف في أوساط الجماهير الطلابية، وهذا ما استدعى ضرورة تحصين الحرم الجامعي من هاته العناصر. حيث خاض الرفاق/ت مجدداً في تواضيح تنديدية بمثل هذه الممارسات البوليسية، معتبرين إياها شكلا من أشكال استمرارية الحظر العملي على منظمتنا، وبالتالي فرض انسحاب هاته القوى الظلامية منهزمين خائبين دون نيل مبتغاهم.
وعليه، نعلن من موقع تحمل المسؤولية في فصيل الطلبة القاعديين موقع تطوان-مرتيل ما يلي :
- تشبثنا ب:
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي والقانوني لكافة طلبة المغاربة.
- التصور السياسي لفصيل الطلبة القاعديين الكراس العتيد 1984.
- الماركسية اللينينية اختيار وهوية.
- الخط السياسي السديد والسليم لمنظمة إلى الأمام، خط الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
- تضامننا مع:
- الرفيق المعتقل “محمد الأحمدي”.
- كافة نضالات الشعب المغربي المكتوي بنيران الاضطهاد والاستغلال الطبقيين.
تنديدنا ب:
كل ما يحاك ضد فصيل الطلبة القاعديين وطنياً ومحلياً في السر والعلن.
بالقمع الذي يطال الحركات الجماهيرية (نضالات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، نضالات التنسيقية الوطنية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، نضالات الجماهير الشعبية).
اعتقال الرفيق “محمد الأحمدي” على خلفية دفاعه المستميت عن مصالح الجماهير الشعبية.
الارتفاع المهول الذي تعرفه أسعار المواد الأساسية والمحروقات التي تثقل كاهل الشعب المغربي الكادح.
الانزالات الظلامية المشبوهة التي تعرفها مجموعة من المواقع الجامعية.
الارهاب والترهيب الذي تحاول القوى الظلامية أن تبثه في الأوساط الطلابية
مطالبتنا ب:
اطلاق السراح الفوري دون قيد أو شرط لكافة المعتقلين السياسيين.
إسقاط كافة المتابعات الكيدية في حق مناضلي ومناضلات أوطم.
الاستجابة لكافة المطالب العادلة والمشروعة للجماهير الطلابية بالموقع.
عزمنا على:
- تحصين الحرم الجامعي من كل أشكال التدنيس والميوعة مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
- الوقوف جنب الجماهير الطلابية في أحلك الشروط.
- الرد بكل الآليات المتعارف عليها أوطمياً للتصدي لكل ما قد يمسّ بالارث الكفاحي والتقدمي لأوطم وتشويه صورة الجامعة المغربية.
- الخوض في خطوات نضالية أكثر تصعيداً في حالة تماطل الجهات المسؤولة تجاه مطالب الطلاب.
- تحصين الحرم الجامعي من كل أشكال التدنيس والميوعة مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
- الوقوف جنب الجماهير الطلابية في أحلك الشروط.
- الرد بكل الآليات المتعارف عليها أوطمياً للتصدي لكل ما قد يمسّ بالارث الكفاحي والتقدمي لأوطم وتشويه صورة الجامعة المغربية.
- الخوض في خطوات نضالية أكثر تصعيداً في حالة تماطل الجهات المسؤولة تجاه مطالب الطلاب.
عاش النضال الجماهيري الديموقراطي الحق الواعي والمنظم
عاش فصيل الطلبة القاعديين بتصوره السياسي الكراس العتيد 1984
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
اطاراً جماهيرياً، ديمقراطياً، تقدمياً ومستقلاً “
هذه الأحداث استنفرت الوسط الطلابي بمختلف الجامعات المغربية، حيث تم التنديد بما وقع من أحداث مؤسفة، كما تمت الدعوة إلى تغليب لغة الحوار والنقاش والأفكار على حساب لغة العنف والعنف المضاد.


Comments ( 0 )