أزمة حرية التعبير في الجزائر تؤدي إلى انقطاع الأخبار عن الكاتب بوعلام
أعلن اليوم الاثنين المحامي فرنسوا زيمراي، المكلف من دار النشر “غاليمار” للمشاركة في الدفاع عن الكاتب الجزائري بوعلام صلصال لإذاعة “إر تي إل” الفرنسية: “ما أعرفه اليوم أو ما أعتقد أنني أعرفه بناءً على المعلومات المرسلة إليّ هو أن الكاتب بوعلام سيحال إلى النيابة العامة، بعد ظهر اليوم”.
و يحصل هذا في وقت كان يمكن أن تمر قضية الكاتب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية من دون أن تسهم في مزيد من التصعيد بين فرنسا و مقاطعتها السابقة، لولا ما نسبته وسائل إعلام في العاصمة باريس للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه “قلق” من اعتقال مؤلف رواية “قرية الألماني” الشهيرة، وبأنه يعتزم التدخل لدى السلطات الجزائرية لإطلاق سراحه.
لكن يبدو أن الأمور بين البلدين تتجه نحو الأسوأ بعد أزمة بوعلام، لأن هناك أزمة أخرى بطلها كاتب فرنسي جزائري آخر، هو كمال داوود، الفائز منذ أسابيع قليلة بجائزة “غونكور” الفرنكوفونية المرموقة عن روايته “حور العين”. حيث فجَّر هذا العمل الأدبي غضباً في الجزائر التي تحاول الحفاض على روايات المستعمر لكتابة تاريخها، بحجة أنه “انتهك محظور العشرية السوداء” الذي لم تجرأ الحديث عنه بعد الوئام المدني الذي أطلقه الرئيس السابق بوتفليقة؛ لكن تناول الرواية لقصة فتاة تعرضت للذبح على أيدي متطرفين مسلحين. أثارت حفيظة الإعلام الجزائري، علماً أن سيدة جزائرية أعلنت، الأسبوع الماضي، عن رفع دعوى قضائية ضد كمال داوود بتهمة سرقة قصتها التي أسقطها، حسبها، على الشخصية المحورية في الرواية، مدعية في هذا الادعاء أنهم لم يذبحوها.
فيما يقول المدافعون عن ادعاءات هذه المرأة أن فرنسا منحت داوود جنسيتها سنة 2020 بقرار رئاسي، في مقابل أن يستفز المقاطعة الفرنسية السابقة في تاريخها وسيادتها.
جدير بالذكر هنا ان العلاقات بين البلدين معقَدة بما فيه الكفاية منذ الصيف الماضي، عندما سحبت الجزائر سفيرها من باريس؛ احتجاجاً على اعترافها بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء بانتظار كتابة تاريخ المغرب الكبير خارج رواية الاستعمار و الكابرانات.
لكن وقبل ذلك لابد من التذكير بأن العلاقات بين فرنسا و الجزائر تتجه نحو الاسوء بعد عدم حضور بوعلام صلصال لمقر النيابة اليوم، حيث كشفت المصادر القليلة المُوفرة للاخبار بالعالم الآخر في مستشفى عين عين النعجة التابع لوزارة الدفاع الجزائرية أن صلصال لم يغادره و سط أنباء عن تعرضه لتعديب شديد على يد المخابرات الإرهابية.
Comments ( 0 )