أزمة لوجستية جديدة تهدد العالم برفع الأسعار..
تُعد قناة بنما من أعظم الإنجازات الهندسية في التاريخ الحديث، فهي تربط بين المحيط الهادئ و المحيط الاطلنتي، ونظرًا لتقنيتها المعقدة ظلت عصية على التنفيذ لفترة طويلة، حيث خسر الكثير من العمال حياتهم في محاولة تحقيق حلم القناة.
تتكون القناة من ثلاثة أحواض مغلقة تستخدم لرفع السفن إلى منسوب بحيرة “جايتون” وهي بحيرة صناعية ترتفع 27مترًا فوق مستوى سطح البحر، ليتم خفض السفن مجددًا بعد الوصول إلى أحد المحيطين.
المشكل؟
الجفاف يضرب شريان التجارة العالمية..
بما أن السفن تتحرك عبر قناة بنما من خلال أقفال تعتمد على المياه المخزنة في عدة أحواض للمياه العذبة لتحريك سفن الشحن الضخمة عبر الممر المائي، فالمناخ له الكلمة الأولى والأخيرة على قدرة تحمل القناة، وبحكم موجة الجفاف الأخيرة التي ضربت العالم ومستويات التبخر المرتفعة، تناقص مخزون المياه في بحيرة جاتون، فلم تعد قادرة على تزويد بنما بما تحتاجه ليستمر عملها بالسعة المعتادة .
قوانين جديدة.. وتداعيات تلوح بالازمة
قللت قناة بنما عدد السفن التي يسمح لها بالعبور يوميًا بنسبة 16%، والآن لن تخدم القناة إلا 32 سفينة يوميًا.
كما ارتفع متوسط شحن الحاوية ذات 12 متر بنسبة 36%، فقد وصلت التكلفة لـ 2400 دولار.
كما أصبح مفروضا على ناقلات الغاز الطبيعي الانتظار 18 يومًا قبل أن يُسمح لها بالعبور، بينما كانت فترة انتظارها لا تتجاوز 7 أيام، وهذا يعني تكاليف إضافية لـ 10 أيام.
من منظور أوسع
تكدس السفن وزيادة وقت الانتظار يعني زيادة تكاليف الشحن ، وتكاليف الشحن العالية تعني زيادة تكلفة توريد المنتج وهذه التكاليف بدورها يتم احتسابها كتكلفة إجمالية على المستهلك الأخير؛ من المتوقع أن تزيد أسعار المنتجات بشكل واضح في الأشهر القادمة.
Comments ( 0 )