أكثر من مجرد حدث تاريخي ..استقلال المغرب
يعتبر استقلال المغرب الكبير، أكثر من مجرد حدث تاريخي، فهو يجسد انتصارات الأمة المغربية على الإمبريالية ويؤكد كل ما حلت مناسبة الاحتفال بهذا اليوم عن تجديد القيم المغربية التي شكلت هوية المملكة الشريفة.
إن الاحتفال بتاريخ 18 نوفمبر ليس مجرد إحياء لذكرى عابرة بل تمجيدًا حقيقيًا لانتصارات الاجداد وتطلعات الاحفاد للمستقبل .
على مر السنين، أصبح هذا التاريخ رمزا يتجاوز التحرر السياسي إلى التعبير عن مرونة أمة تغنى الأحرار بنشيدها.
تاريخ الاستقلال المغربي مشبع ببطولات مغاربة وطنيين ناضلوا مع بطل تحرير حقيقي لم يخن، بل ضحى و عاهد الله فصدق.
لقد وضع بيان الاستقلال لعام 1944، الذي قدمه المغاربة الأحرار لبطل التحرير المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، أُسس استعادة السيادة، ووضع حقوقا للمغاربة .
ليظل خطاب 18 نوفمبر 1955 الذي لا يُنسى، والذي ألقاه محمد الخامس لدى عودته من المنفى، العمود الفقري لإحياء الذكرى السنوية للاستقلال و مفهوما للتحرر لدى شعوب المنطقة.
إن ذكرى الاستقلال لم تعد فرصة للنظر في الماضي فحسب، بل منظورا أيضًا لمنتدى التفكير في التقدم المحرز منذ التحرير، بوطنية عميقة، تأسس لحياة كريمة لجميع المغاربة كما أراد لها المغفور له محمد الخامس.
وقد كرّس المغفور له الحسن الثاني، ملك المغرب الحديث هذه الرؤية، مع تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية. كما حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، على مواصلة تحديث المملكة وتعزيز وترسيخ القيم الديمقراطية في عهده.
فتاريخ استقلال المغرب اليوم يرمز إلى إعادة التأكيد على الالتزام الثابت بوحدة أراضي المغرب الكبير.
و ما تشبت المغرب بتشكل مبادرة الحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية، التي أطلقها الملك، إلا حجر أساس لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، مما يعبر عن رغبة المملكة في إيجاد الحلول المستدامة للتحديات الإقليمية. ليبقى الاستقلال تجسيدا للصمود ووحدة وفخر الشعب المغربي.
تاريخ يتذكر تضحيات الماضي و يسلط الضوء على الجهود المستمرة نحو مغرب افضل.مع تجديد المغاربة التزامهم بتاريخهم وهويتهم .
تعليقات ( 0 )