“إجهاد الإقناع” نوع جديد من الإحباط..

“إجهاد الإقناع” نوع جديد من الإحباط..

يستعد الكثير منا للمناقشات على مائدة قاعة الشاي أو بالمقهى أو حتى على مائدة العشاء مع العائلة أو زملاء العمل في عصر الخلاف الاجتماعي اللذي نعيش اليوم.
لكن لا تنسى أن الجدال مع الآخرين هو دعوة إلى السخط و الخلاف مع الآخر.

مشهد واحد مشترك يُصور على النحو التالي: أنت تريد إقناع صديق أو أحد أفراد الأسرة بشيء تعرف أنه يختلف معك بشأنه ، لذلك تشارك المعلومات وتتبع أسبابك و يأتونك بخلاف تصورك، يبدوا الأمر مرهقاً بعض الشئ.

إنهم يرفضون قضيتك؛ وبكل شجاعة ، تتفهم المشكلة وتحاول مرة أخرى ، متفائلًا بأن المزيد من الحقائق و المعطيات الجديدة ستغير تفكير الشخص الآخر أمامك.
تكرر ما تقوله – ربما بصوت أعلى او ببطء…،لكن جمهورك يظل غير متأثر أو لا يهتم و الاصعب أن تُعامل بدبلوماسية مقدمي البرامج الحوارية.

كيف تتصرف عندما تفشل قدراتك في الإقناع؟
قد ترفض الشخص الذي لا يستجيب لحججك باعتباره متحيزًا أو خافتًا بارداً أو بعيدًا عن الواقع. أنت تشعر بطبيعة الحال بأن منطقك لا يقاوم. قد تقرر التوقف عن الحديث عن هذه المشكلة بالذات، يمكنك حتى قطع العلاقات.

في الواقع ، يمكن لهذه المناقشات التي لم يتم حلها أن تساهم في القطيعة الاجتماعية وانفصال الوالدين عن الأطفال و الإخوة و الجيران بالسكن المشترك الإقتصادي.

قد تشعرك التجربة برمتها وكأنك تحاول إرشاد شخص ما في رحلة و هو يرفض المتابعة. إنهم يجرون كعوبهم ويتجولون في الاتجاه الخاطئ ويرمون الخريطة التي رسمتها لهم بعيدًا.
هذا هو ما يصطلح عليه إجهاد الإقناع ، لم يوجد وصف لهذا النوع الفريد من الإحباط حتى الآن سوى (الإقناع المُجهد) متعب بالفعل ان قادتك تجاربك لهذا النوع من الصدام الاجتماعي، و هو يولد نوعا من الصراع الاجتماعي و حتى الصراع مع الذات ،كما قد يدمجهما معا conflit socio-cognitif .

في بحث مستمر عن عواقب هذه التجربة. تشير النتائج الأولية إلى أن إرهاق الإقناع منتشر على نطاق واسع.

مثلا بالولايات المتحدة تشير دراسة قادها مجموعة طلبة نحو استنطاق 600 شخص شاركوا تجاربهم ، أفاد 98 بالمائة أنهم عانوا من هذا الإرهاق ، الذي أثارته مناقشات حول مواضيع مثل السياسة والدين والصحة.

كما يشير عملنا الميداني مؤخراً بإحدى محاكم المملكة أن معظم الناس يعتقدون أن المناقشات وصلت إلى طريق مسدود لأن الشخص الآخر في المحادثة كان على خطأ و وصلوا للطريق المسدود و يبحثون عن متنفس بإجراءات الطلاق.

هناك الكثير لتفريغه هنا و هناك بطوابير الخلاف المجتمعي ، ونأمل أن يبدأ المرشدون الاجتماعيون في استباق الظواهر و الخروج للميدان من المراكز و خاصة المتخرجين من معهد طنجة اللذي اختارته ياسمينة الحقاوي دون غيره لشغل هذه الوظيفة الاجتماعية الحساسة. بعد أن جمعت به خيرة شبيبة حزبها و الشيوعيين اتباع حكومتهم، للإجابة على أسئلة مهمة حول هذه الظاهرة.

ولكن في غضون ذلك ، هناك نمط بارز في الظهور. قد يجعل التعب الناتج عن الإقناع من الصعب التنقل بنجاح في المحادثات الصعبة بعقليات وصولية.

تظهر الأبحاث أن الشعور بالإحباط يمكن أن يجعلك أكثر مقاومة لتغيير رأيك. نعتقد أنه قد يقلل أيضًا من قدرتك على إدراك سبب عدم نجاح حججك. قد يؤدي الشعور بالإرهاق إلى إخفاء ما إذا كان جمهورك منفتحًا على الإقناع ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يمكنك إيصال وجهة نظرك بشكل أفضل.

قد يفسر تعب الإقناع أيضًا لماذا يميل الناس ، عند انهيار المناقشات ، إلى إلقاء اللوم على خصمهم في المحادثة. كما كتب مارك توين ذات مرة ، “في كل ما يتعلق بالرأي ، فإن خصومنا مجانين”. في النتائج التي توصلنا إليها حتى الآن ، على سبيل المثال ، أفاد الناس عمومًا بثلاثة أضعاف الأسباب التي أدت إلى فشل الآخرين في المناقشات بدلاً من عيوبهم.
يقول المفكر المغربي الراحل عابد الجابري :” لن تستطيع إقناع الآخر بفكرة من الأفكار أو مفهوم من المفاهيم ،حتى وإن استطعت إقناعه ،لن تستطيع تغير إيمانه بما يفكر ”
حاول بـحلول” أشدها إقناعاً و أثبتها حجة”.