استمرار مخاطر انهيار أسوار قصر البحر التاريخي بأسفي: دعوة للحذر وحماية الزوار

استمرار مخاطر انهيار أسوار قصر البحر التاريخي بأسفي: دعوة للحذر وحماية الزوار

 

 

 

في قلب مدينة آسفي، حاضرة المحيط، لا تزال معلمة قصر البحر التاريخي شاهدة منتصبة على تاريخ عريق يمتد إلى القرن السادس عشر، حيث شيده البرتغاليون كحصن عسكري يعكس الفن المعماري الإيمانويلي. لكن هذه التحفة التاريخية، التي كانت يوماً مقصداً للسياح من داخل المغرب وخارجه، أصبحت اليوم رمزاً للإهمال والتدهور، بعد أن شهدت انهيارات متكررة لأجزاء منها، آخرها ما بداية هذا الشهر ، حيث انهار قوس من أقواسها بسبب قوة الأمواج والرياح.

 

الزيارات التفقدية وسط المخاطر مستمرة !

وقفنا اليوم، الخميس 10 أبريل 2025، وخلال زيارتنا لأطلال قصر البحر، على توافد عدد من ساكنة آسفي لتفقد المعلمة التاريخية، في مشهد يعكس ارتباطهم العاطفي بهذا الصرح الذي يمثل جزءاً من هويتهم وذاكرتهم الجماعية. لكن ما أثار قلقنا هو غياب مقاربة أمنية فعّالة لحماية الزوار من المخاطر المحدقة. فالأسوار المتبقية من القصر لا تزال تعاني من تشققات واضحة، وهناك احتمالية كبيرة لانهيارها في أي لحظة، خاصة مع استمرار عوامل التعرية الأمواج والرياح القوية التي تضرب الجرف الصخري “أمون” الذي بُني عليه القصر.

على الرغم من وضع البلدية لبعض الحواجز حول الموقع، إلا أن هذه الإجراءات تبدو غير كافية. فالحواجز الموجودة لا تغطي كامل المنطقة المهددة، ولا توجد لافتات تحذيرية واضحة أو حراسة دائمة لضمان منع الزوار من الاقتراب الخطير من الأسوار الآيلة للسقوط. هذا الوضع يضع حياة الزوار، وخاصة الأطفال والشباب الذين يتجولون بفضول حول الأطلال، في خطر حقيقي.

 

تدهور واستمرار المخاطر !

قصر البحر ليس مجرد بناء تاريخي، بل هو ذاكرة حية لمدينة آسفي، لكنه يعاني خلال هذا العقد الأخير من الإهمال وسوء التدبير. الأسباب التي أدت إلى تدهوره متعددة، أبرزها تآكل الجرف الصخري بفعل الأمواج العاتية، بالإضافة إلى الاضطرابات الجوية التي تزيد من هشاشة البنية. كما ساهم مرور القطار المعدني بالقرب من الموقع في زيادة الاهتزازات التي تؤثر على استقرار الأسوار. هذه العوامل، إلى جانب تأخر خطة مُحينة للترميم والحماية، جعلت القصر عرضة للانهيارات المتتالية، حيث سبق أن انهار الجزء الغربي منه بالكامل بين عامي 2014 و2016، وتبعه انهيار البرج الجنوبي الغربي في 2010.

 

ورغم الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة، مثل تخصيص ميزانية بقيمة 340 مليون درهم لإصلاح جزء من المدينة القديمة بما في ذلك قصر البحر، إلا أن هذه المشاريع واجهت تعثراً كبيراً. فالواجهة البحرية التي كان من المفترض تدعيمها لم تُرمم بعد، مما يعني أن الأسوار المتبقية لا تزال معرضة للانهيار في أي لحظة.

 

دعوة للحذر والتدخل العاجل!

إن استمرار مخاطر انهيار أسوار قصر البحر يتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات المسؤولة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني. لا يمكن أن نترك هذه المعلمة التاريخية، التي تُعد رمزاً لتاريخ آسفي وجزءاً من التراث، تواجه مصير الاندثار دون تدخل جدي. كما أن سلامة الزوار يجب أن تكون أولوية قصوى، فلا يُعقل أن يُترك الموقع مفتوحاً أمام الجميع دون إجراءات أمنية مشددة.

نناشد السلطات المحلية ووزارة الثقافة بسرعة وضع خطة متكاملة تشمل:
تعزيز الحواجز الأمنية حول الموقع ووضع لافتات تحذيرية واضحة.
منع الزوار من الاقتراب من المناطق المهددة بالانهيار حتى يتم تأمينها.
الإسراع في تنفيذ مشاريع الترميم والتدعيم التي طال انتظارها، بما في ذلك بناء حاجز واقٍ لصد الأمواج.
تخصيص فرق مراقبة دائمة لضمان سلامة الموقع والزوار.

 

قصر البحر ليس مجرد أحجار وأسوار، بل هو جزء من هوية آسفي وتاريخها العريق. إن استمرار مخاطر انهياره يُعد إنذاراً بضرورة التحرك السريع لإنقاذ ما تبقى منه. وفي انتظار ذلك، ندعو ساكنة آسفي والزوار إلى توخي الحذر الشديد عند زيارة الموقع، والابتعاد عن الأسوار المتشققة التي قد تنهار
في أي لحظة.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .