لازالت تبعات الأزمة الدبلوماسية المغربية الإسبانية من جهة، والمغربية الجزائرية من جهة أخرى مستمرة.
فبعد شهرين عصيبين على مدريد والجزائر، فرضت فيه الدبلوماسية المغربية قواعدها، عبر حصار شديد، تميز بشدة لهجة الخطاب، وكشف المستور، بعد فضح الطريقة التي تم بواسطتها تهريب زعيم الإنفصاليين “غالي” عبر جواز سفر جزائري مزور، يحمل اسم “محمد بن بطوش”، حيث تم فضح حيثيات العملية والمتورطين من اسبانيا والجزائر، ما ساهم في اندلاع واحدة من أشد الأزمات بين الرباط ومدريد منذ سنوات طويلة.
معطيات أربكت مدريد، وجعلتها في مرمى النيران مع “البوليساريو” والجزائر التي تقف خلفها. فحاولت اسبانيا حشد الدعم الأوروبي لفرملة خطوات المغرب المتسارعة، إلا أن المملكة كانت واضحة إزاء الأزمة، وحافظت على مواقفها وخطابها طيلة هذه المدة.
التعديل الحكومي في الجزائر، والذي أطاح بوزير الخارجية صبري بوقادوم هذا الأسبوع، وبعده إعفاء الحكومة الإسبانية وزيرة الخارجية أرانشا كونزاليس من مهامها في نفس الأسبوع، هو إقرار صريح بفشلها الذريع في تدبير الأزمة مع المغرب من جهة، وإخفاق اسبانيا والجزائر في إخضاع المغرب لسياسة الأمر الواقع من جهة أخرى.
إقالة كونزاليس التي تفننت خلال الأسابيع الماضية، في خضم الأزمة مع المغرب في توجيه الإنتقادات للرباط، وضخ السم في العسل عبر محاولة جعل الأزمة أوروبية-مغربية. يرى فيه البعض محاولة لتخفيف حدة التوتر مع الرباط، والعودة إلى طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تؤكد فيه المملكة المغربية، أن لا حوار بدون رغبة صادقة لتغيير مقاربة الإسبان اتجاه قضية الوحدة الترابية المغربية.

Comments ( 0 )