البدوي : الأضحية “نعجة” لا “خروف املح”…

البدوي : الأضحية “نعجة” لا “خروف املح”…

يتزامن عيد الأضحى المبارك هذه السنة مع فترة من الرواج الاقتصادي العرضية التي تعرفها الاسواق ، بعد التضخم الذي أتى على مجموعة من السلع الأساسية التي عرفت ارتفاع من ناحية الأسعار التي أرهقت جيوب الطبقتين الفقيرة و المتوسطة بمختلف الجهات .

في المناطق القروية التي تتجه لها الانظار خلال فترة العيد، يعتبر عيد الأضحى المبارك مناسبة مهمة جداً للقرويين خاصة الكسّابة اللذين يعتبرون هذه الفترة من السنة مناسبة يتم الاحتفال بها بطريقة مميزة بعد بيع منتجاتهم المجالية.

تشترى النساء والرجال الملابس الجديدة والأحذية والإكسسوارات ويتم تبادل الهدايا مع الأصدقاء والعائلة إضافة لتموين علاقات جديدة تنتهي غالبا بحفلات الاعراس احتفالا بالخصوبة.

لكن احتفالات هذه السنة مع حلول الضيوف الجدد لهذه المناسبة يواجه سكان البوادي ضغوطات معيشية واسعة بعد طول إقامة غلاء الاسعار و الجفاف الذي أرهق حسن ضيافة هذه الفئات المعروفة وسط المغاربة بالجودة و الكرم،

في ظل ارتفاع معدلات التضخم الذي اجتاز مستويات غير مسبوقة كسرت حاجز الـ 10 بالمئة في فبراير الماضي، تلقت الاسر الفقيرة بالمداشر و الدواوير ضربة موجعة على وضعهم الاقتصادي الهش المعتمد بالأساس على التساقطات المطرية التي غابت لسنوات. معلوم أن هذه الأسر عاشت رمضاناً استثنائياً هذا العام في ضوء الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار السلع الغذائية الأساسية، وهو الوضع الذي امتد إلى عاداتها في عيد الفطر ، و ضع اقتصادي صعب و غير مسبوق دفع الكثيرين إلى الإحجام عن بعض العادات التي تدخل الفرحة لهذه الشريحة الواسعة من المجتمع التي تُضحي منذ قرون برفاهيتها من أجل إسعاد باقي المغاربة، و لو تطلب الأمر أن تكون أضحيته يوم النحر نعجة عوض خروف املح بِيع لسد حاجيات باقي السنة .

بحسرة ظاهرة على العيون المرهقة و الأجساد المتعبة تتردد على ألسنة أرباب الأسر البدوية في سوق الماشية مزايا نحر النعجة و لحمها الوافر ، و أنها في جميع الأحوال تفي بالغرض المطلوب لإتمام الشريعة.

من منظور أوسع

هذا التضخم و الجفاف بالتأكيد سوف يكون لهما تأثير على سكان البوادي بعد عيد الاضحى، ولكن رغم هذه المعاناة فإن عادات الاحتفال بالمناسبة لا تتغير، ربما في بعض الأحيان يضطر المواطن البسيط للاقتراض؛
لكن سكان البوادي أغلبهم اكتسبوا مناعة ضد الظروف القاسية (مناخية, اقتصادية) من أجل تلبية حاجيات أسرهم ، خاصة مع أجواء التضامن و التماسك الأسري المعروف على المناطق الداخلية من المغرب العميق.
“العادات و تقاليد هناك لا تتغير”، القدرة الشرائية بالفعل انخفضت بشكل كبير في حدود من 24 إلى 30 بالمئة ،لكن وثيرة الاستهلاك بهذه المناطق تضل منخفضة عكس الحواضر التي تغرق في بحر المتطلبات ( الحضارية ).

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)