الحوار الوطني المصري

الحوار الوطني المصري

 

مساحات مشتركة أراد لها الزعيم أن تنطلق في أرض المَعارض ،تحث سقف الجمهورية الجديدة .

جمهورية مصر العربية برئاسة المُشير عبد الفتاح السيسي.

حيث صرح فخامة الرئيس بـ الكلمة المسجلة على شاشة المعارض في الافتتاحية لانطلاق أولى جلسات الحوار الوطني ،

قال فيها “الحوار الوطني يرسم ملامح الجمهورية الجديدة” مضيفا أن الأحلام و الآمال تفرض على المصريين اليوم * التوافق و الاختلاف*…

خطوة إيجابية يرى فيها الكثيرون آلية نحو بناء الجمهورية الجديدة بالمفهوم النموذجي.!

المؤيدون يرون في مشروع الحوار المصري نموذجاً نحو التغيير ،
لا بديل في الساحة!

بينما المعارضة تُجمع على أن هذه الخطوة لن تحدث تغييراً في المشهد، خصوصاً وأنها تزامنت و حملة اعتقالات في صفوف مقربين من المرشح المحتمل للرئاسة أحمد طنطاوي .

اختتمت افتتاحية اولى جلسات الحوار الوطني المصري بالشريط المسجل أمام انظار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي،
الذي تنتظره مرحلة صعبة سياسيا و اجتماعيا بظروف اقتصادية اْصعب و اصوات من الداخل و الخارج تنادي بإطلاق سراح المعتقلين.

هذا و تحتل مصر المرتبة الثالثة عالميًا بقائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحفيين.

كما ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون النظام المصري ، إلى 70 صحفيًا، سواء من أعضاء النقابة أو الممارسين غير الأعضاء، بحسب الحصر الصادر عن المرصد العربي لحرية الإعلام.

حيث تنتقل حالة الإعلام فيها من سيئ إلى أسوأ على مدار سنوات، وتتردد منذ الانقلاب العسكري بين المرتبتين 158 و166.

– فهل يغير الحوار الوطني من الجو المختنق لحرية الرأي و الاعلام بمصر:

كلمة الرئيس السيسي لاقت رواجاً على قوائم الأكثر تداولاً في صفحات التواصل الاجتماعي و الشارع المصري،

الذي ينتظر كسر حالة الخوف ، أو حتى كسرة خبز كما صدحت بذلك في ميدان التحرير سابقا ” عيش ؛ حرية ؛ عدالة اجتماعية ” .

جاءت ردود الفعل متباينة بعد انطلاق اولى جلسات هذا الحوار الوطني الذي ينتظر منه رسم معالم الطريق نحو تحقيق الحرية المنشودة.

– يقول طلعت خليل ممثل حزب المحافظون: نأمل أن يكون الحوار على قدر تطلعات المواطن و أن مصر و عبها يستحق منا الكثير و علينا عبر هذا الحوار وضع مصر في مكانتها ا الطبيعي
-كما علق رئيس حزب المصريين الأحرار قائلا : نجتمع اليوم في حفل كل المصريين يعبر عن معالم الجمهورية الجديدة لفتح مساحات المشاركة و الحوار بين الأبناء الوطن.

الأصداء الأقوى من الكلمة المُسجلة للزعيم !
و التي أشعلت النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي
هذه المرة .!

عكستها كلمة عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين التي أعدت الدستور المصري عام 2014،حيث كان لها صدى واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي،

ماذا قال المخضرم الذي شغل عدة مناصب وسط منطقة الشرق الاوسط، التي تعد من أخطر المناطق بالعالم في التقييد على الحريات ،حيث تعيش حرية الصحافة حالة من الرقابة الذاتية أكثر من ممارسة الصحافة.

كلمته كانت أكثر جُرأة من الرئيس ولفتت الانتباه بطرحها لأسئلة حساسة !

تصريحات عمرو موسى وزير الخارجية السابق
قال :
يجب اعداد الناس لمستقبل صعب و هذا واجب كل مؤسسات الدولة و هذا واجب الحوار الوطني,
تقدم شيخ الأزهر بمبادرة قال فيها إن الوقت حان لحوار شيعي سني تحت عباءة الأزهر حتى نقضي على هذه الفجوة ..
الرئيس كان أول من آثار تجديد الخطاب الديني ،لنعطي الحق حقه.
الطريق صعب التحديات خطيرة حقا و غير مسبوقة .
لا أقول إن التحديات تأتي كلها من الخارج هناك تحديات تأتي من الداخل و يجب معالجتها ..
– يجب أن نغطي الطبقة المتوسطة اهتمام باستقرارها

هذا ما جاء بكلمة السيد عمرو موسى و هو ما فتح النقاش على العديد من التساؤلات المطروحة في الأوساط المثقفة المصرية

بعيدا عن لغة الخشب استطاعة كلمة السياسي و الدبلوماسي السابق وضع الاصبع على مكامن الوجع الذي يعاني منه المواطن البسيط

في بلاد تجاوز تعدادها 108,007,078 مليون نسمة حسب آخر احصاء للأمم المتحدة..

وتشير التقديرات إلى أن 60 بالمئة منهم تعيش تحت خط الفقر..

أما البطالة في صفوف السكان النشيطين فتتجاوز السبعة بالمئة.

ظروف اجتماعية صعبة تزيد من تعقيدها المؤشرات الاقتصادية التي خفضت من قيمة الجنيه المصري نحو أدنى المؤشرات
وتخطى سعر صرف الدولار 32 جنيهًا مصريًّا لأول مرة في تاريخ لبلاد.

كما ارتفع التضخم في مصر التي تستورد غالبية احتياجاتها من الخارج إلى 24.4%،

وزادت أسعار السلع الغذائية بنسبة 37.9%، وفق الأرقام الرسمية.

بسب التضخم المرتفع و الذي كان له تداعيات خطيرة سُجل أبرزها

مع اقتراب شبح الفقر من أفراد الطبقة المتوسطة بمصر، في ظل الأزمة المتواصلة مما يدفع أفراد تلك الطبقة إلى تغيير نمط عيشهم بصورة جذرية.

و الالتزام بشراء الاحتياجات الأساسية فقط، كما تدعو لذلك حملات على مواقع التواصل الاجتماعي،
///
بقدر بعض التفاؤل الذي أثارته الجلسة الافتتاحية لجلسات الحوار الوطني الشامل

بتباين التوجهات والأفكار الذي ظهرت خلال كلمات المشاركين
تثير حوادث الاعتقال السياسي الكثير من التوجس ،
خاصة مع إلقاء الاقبض على أقرباء و معارف أحد المرشحين للرئاسيات المقبلة .

فهل تستمر المخاوف و الرقابة المفروضة على حرية التعبير بعد الحوار الوطني المصري

هذا ما سيكشف عن “جدية السلطة ” في مصر مستقبلا ،

السلطة التي حكمت بيد من حديد وضربت معاقل المعارضين أمامها اليوم تحديات اكبر من توفير حوار وطني ينتصر للمصريين و يحقق ظروف العيش الكريم

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)