السؤال المُحير ..
متى تنتهي المفاوضات!؟
يمتد عطف المغاربة على قطط الشوارع والأزقة والأسواق الشعبية و ولا يمانعون على تجول القطط بين أقدامهم فى المطاعم والمقاهي، حتى أن إحدى السيدات أقامت عزاء لقطتها و هي تبكي بحرقة على فقدان عزيزتها عبر فيديو اجتاح مواقع التواصل خلال الأسبوع المنصرم.
بين مُستغرب و متعاطف..
فتح المغاربة النقاش حول علاقتهم بالقطط أو (المشاش) على منصات التواصل، و بين الفكاهة حتى حدود التثقيف و التوعية بحقوق هذه الحيوانات التي آنسة وحشة البشر، عبر التاريخ، تفتقت عبقرية المغاربة في تسليط الضوء على هذه العلاقة التي تربط هم بميمي.
أسماء شائعة:
سيمبا،مينوش،قطقوط، الدغموم، ميشو،سفينكس او رمسيس، مينوش،سبِيَع و غيرها من الأسماء التي تعبر عن تفتح المغاربة على باقي الحضارات و اللغات، يتمثل في الأسماء الرائجة للذكور من القطط.
أما الإناث فتضل ميمي الأشهر كباقي الاسماء التي يفضل المغاربة تسمية قطاتهم الصغير بها: قطة المرحوم باطما نميرة التي تلعب بمهارة كي تصطاد فأرة،و مينوشا، سليستي، لينا حتى حدود حبيبتي و بنيتي، كيف لا وهم يعتبرونها من أثاث البيت و زينة الحدائق و هدية من السماء للعبور إلى الفردوس الأعلى.
سؤال مُحير ..
متى انتهت المفاوضات..!؟
هاد السؤال هو السؤال المحير الذي لاقى العديد من ردود الفعل “شكون لي قال للمغاربة ان “تصَّب” هي اذهب بعيدا للمش”، و “بسْبس هي اقترب” و الاعجب كيف استطاعت القطط تفسير معنى هذه الإشارات المغربية الخالصة للتواصل.
اكيد أن علاقة التعايش هذه سبقتها قرون من المفاوضات!
معلومة : بِسِتْ هو اسم القطة لدى الحضارة الفرعونية!
ممّيس و إيماشيون بالأمازيغية و المْشاش باللسان الدارج للمغاربة .
نعود للتاريخ الحديث للعلاقة مع المشاش و نحن على ثقة أن الكلمة الأمازيغية و الدارجة لم تتأثر بالفرنسية.
كان هذا هو الاتفاق الذي أسفرت عنه المفاوضات بعد وقف اطلاق نداءات التودد و النفير بين المغاربة والمشاش..
حيث كانت بنود الاتفاق ملزمة للطرفين.
لكن خلال فترة الحجر الصحي الذي عقب انتشار وباء كورونا بالمغرب، شهدت العلاقة بين الطرفين العديد من التغيرات على مستوى التودد بين الطرفين، فلا أنيس لوحشة البعض خلال
هذه الفترة غير التودد لقطط الحي، بالمقابل استطاعت القطط كسب أريحية أوسع مع توفر “الكروكيت” على واجهات متاجر التغذية العامة، إضافة للأدوية و مستلزمات الترفيه و التسليه.
لماذا إذن القنينات الصفراء على أبواب المنازل!؟
قابلت القطط دلع المغاربة لها خلال أشهر الحجر بنوع من التمرد على مربيها بعد أن شبعت من “الكروكيت” المختلف ألوانه و بدأت في اجتياح مطابخ المنازل عبر المنافذ المتاحة لتوفير المأكولات الطازجة و العبث بالاثاث ،بعدما أدركت أن العطف المتزايد بتقديم “الكروكيت” ليس على قائمة ماكولاتها المفضلة، وبه تم خرق بنوذ الإتفاق الموقع بين الطرفين،و الذي ينص على احترام حقوق الطرفين في عدم اختراق خصوصية كل طرف، لتنتشر بعدها القنينات الصفراء التي يخشاها القطط أمام واجهات المنازل، و تبدأ سلسلة من المفاوضات و التنازلات للرجوع إلى الوضع السابق.
الصورة الأكبر
تختلفُ أساليب جلوس القطط في الأزقة . فلكلّ قطة أسلوبها الذي تعبّر من خلاله عن طبيعتها، ربّما.
بعض القطط تفضّل الاختباء فوق عجلات السيارات وفترة البرد القارس أو الحاويات المُنتشرة في الشارع خوفاً من تطفل البشر، بينما تتربع أخريات على أسطح السيارات للتدفئة فترة النهار لتراقب المارة، كأنها تملكه بكل ما فيه. قد تجد قطة شقراء وقد تجاوبت مع نداء المارة، تمرغ نفسها ببناطيلهم بحثاً عن بعض الدفء، بينما تركض أخرى خلف أي حاجز يحميها من نظرات المارة. تتسلل بعض القطط من الشارع إلى الحدائق لتناول الطعام مع تلك التي تعيش في المنازل. تُلقي القطة المرقطة بنفسها على الطعام، بينما تفضل أخريات انتظار مغادرة الفتاة لتأكل، الأهم هو أن القطط تستطيع تفسير سلوكنا معها، و هذا ما يستوجب فهمها لتلبية الاحتياجات و فترة البرد .
تعليقات ( 0 )