الشبق “Libido “الشهوة الجنسية،دوافعه… و علاقته بالتحظر .

libido

هشام الحو


تعرف منظمة الصحة العالمية أن الصحة الجنس هي مزيج من الصحة الجسدية، والعاطفية، والعقلية، والاجتماعية المرتبطة بالممارسة الجنسية،  كما تكمن أهمية الغريزة الجنسية كأحد المؤشرات الرئيسية للصحة العامة وجودة الحياة .

و اكتسب مصطلح الرغبة الجنسية معاني مختلفة بحسب المجتمعات و التغيرات عبر التاريخ .

و حاول علماء النفس- وتحديداً سيغموند فرويد الذي وضعها كأحد شِقي ثنائيته الغريزية بكتابه le malaise حين تحدث عن المدنية و كيف حاولت السلطة التحكم بالمجتمع الصناعي les ouvriers أو كما نسميهم بالمغرب “الزوافرية” بخلق مواخير الشهوة الجنسية لتفادي العنف l agressivité و الترويح ،و هي استراتيجية استخدمت مع بداية عهد الحماية الفرنسية التي خلقت مجموعة من الاوكار للدعارة كان اشهرها حي “بوسبير” ، 

عندما نتحدث عن الشهوة الجنسية، فإننا نركز في الغالب على الدافع الجنسي الموجه و المستغل حاليا لأحد ميكانزمات توجيه الانفتاح على العولمة بداعي التحرر ، وخير دليل هو الإستغلال الحاصل لجسد المرأة من طرف الشركات العالمية المتخصصة في الاشهار و توجيه الذوق العام للعالم نحو الإستهلاك ،

و هو ما نجحت فيه هذه الأخيرة بجعل المرأة وعاء جنسي لتفريغ الشحنات الزائدة و المرضية من الاضطرابات النفسية والاجتماعية والثقافية نحو “libido” الشهوة الجنسية أو الشبق. و منه تفرقت حتى معاني الجنسين و أصبحت المرأة تُنعت ب( التيتيزا، و الهاربة, و الميمة, الفردة, الساطة) و للرجل (الحولي نسبة إلى تحويلات وبناء الجنس  ، و الفيكتيم, اي الضحية) و كلها أوصاف تصب في الرواسب الغريزية المرضية التي أصابت المجتمع المدني بعد الثورة الصناعية.

كان ينظر إلى الرغبة الجنسية قبل الصناعة على أنها حاجة فيسيولوجية بحتة كما رسمها ماسلاو في هرمه المشهور، لكن يشار إليها اليوم على أنها سمة جسدية ونفسية ترتبط بعدد كبير من العوامل التنموية، والنفسية والاجتماعية، والثقافية تدور غالب في فلك الجسد .

إن الدافع الجنسي المعمم هو سمة شائعة في تكاثر الثدييات عمومما ،الثذييات التي تشاركنا العديد من السمات على رأسها غريزة التكاثر، فإن العديد من الأنواع تواجه تقلبات في الاستجابة الجنسية خلال دورة حياتها في هذا العصر، حيث تبقى الأنثى متقبلة جنسياً بمعنى فيسيولوجي ، في حين عرفت بعض الأنواع عزوفا عن التكاثر بعد فقدان الدافع الجنسي كالدب الصيني “باندا” الذي فقد دافعه الجنسي و اصبح أكثر تكاسلا تجاه حاجيات التكاثر.مما جعله محط دراسات العلماء في عالم الحيوان ، اما بالنسبة لاضطرابات البشر في هذا النحو فقد اتخدت تجاه تجارياً بحثاً ،بتوفير العقاقير “viagra” و غيرها من المهيجات الجنسية .

ومن منظور علاجي، فإن أي وصفة يمكن أن تزيد من وتيرة الجماع خلال أيام الخصوبة لديها ميزة انتقائية من خلال تحسين فرصة التكاثر.

لكن يبقى الدافع الجنسي الأساسي هو الحاجة الفيسيولوجية في المقام الأول لتفادي الجوع الشبقي ، و هو ما يفسر خصوصيات الجذب على المستوى الثقافي والاجتماعي، وخاصة في سن مبكرة من الحياة حيث يعرف الجسم مجموعة من التغيرات الهرمونية خلال فترة المراهقة.

ترتبط الرغبة الجنسية لدى الذكور والإناث على حد سواء بهذه المرحلة ارتباطاً مباشراً مع تدفق الهرمونات الإندروجينية، التوستوستيرون .ونظراً إلى أن جسم الذكر يحتوي على نسبة من هرمون التستوستيرون تعادل 40 مرة تلك الموجودة لدى المرأة، يعتقد أن الشهوة الجنسية لديه أعلى بكثير ،

كما تلعب اللواقط العصبية أيضاً دوراً هاما في الرغبة الجنسية ، حيث تعمل بالإضافة إلى تنظيم الدافع الجنسي على التحكم في انتصاب القضيب والدوافع الجنسية بشكل عام.

يلعب الدوبامين بشكل خاص الدور الأهم في الشهوة الجنسية.  لتمهد الهرمونات الستيرويدية الجسم لزيادة إنتاج الدوبامين وإطلاقه خلال فترات تعزيز الاستجابة الجنسية، مما يؤدي إلى زيادة الدافع الجنسي.

عوامل أخرى مؤثرة:

بالإضافة إلى العوامل الهرمونية والنواقل العصبية، تتأثر الدوافع الجنسية بالعوامل النفسية، مثل تكوين الشخصية.

الحالة الصحية و الاعتلالات المختلفة.

التعب والإجهاد.

الضغوط البيئية مثل التعرض الطويل لمستويات مرتفعة من الضجيج أو الضوء أو الحرارة.

التعرض لاعتداء جنسي، أو صدمة، أو إهمال أثناء الطفولة، وبالتالي الخوف وعدم القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية.

تأثير بعض الأدوية الكيميائية

نمط الحياة.

العلاقات الإنسانية.

التربية الأسرية.

التأثيرات الحسية البصرية، أو السمعية، أو الشمية، أو الذوقية، أو اللمسية.

نقص الاهتمام والجاذبية .

القلق من الأداء الجنسي.

عمل الغدة الدرقية.

التغذية.

الطقس.

تعاطي الكحول أو المخدرات.

انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الجنسين. ويعد الأمر جزءاً طبيعياً من عملية الشيخوخة والتقدم بالسن، ولكن الانخفاض في التستوستيرون يمكن أن يكون مرتبطاً بانقطاع الطمث الجراحي وإزالة المبيضين و الاخصاء.

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون سبب انخفاض الشهوة الجنسية أحياناً عوامل صحية نفسية، أو عضوية، وغيابها لا يعني بالضرورة العقم ،بقدر ما يعني اضطرابات الدوافع الجنسية.

كما أن هناك شروط لتشخيص الشهوة الجنسية بأنها منخفضة أو متدنية أو أن الشهوة الجنسية عالية.

ولكن بشكلٍ عام، فإن مستويات الرغبة الجنسية (عالية أو منخفضة) لا تشكل مشكلة للفرد إلا إذا كانت تؤثر على علاقته بالجنس الاخر أو على شريك حياته. فمثلاً، إذا اتفق الزوجان على الممارسة العلاقة الحميمية مرة أو مرتين في الشهر أو مرة أو مرتين في الأسبوع، وكان هذا مناسباً لها، فهذا جيد.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)