الطائرات بدون طيار: يختار هذا البلد الإفريقي الصين لمواجهة تحدياته
التطور التكنولوجي داخل النزاعات المسلحة لا يُمكن إنكاره. ظهور الطائرات بدون طيار كأدوات حربية قامة بإعادة تعريف استراتيجيات القوات المسلحة، إلى درجة أن الطائرات بدون طيار أصبحت لاعبين رئيسيين على الساحة الدولية. في أوكرانيا، على سبيل المثال، أثر استخدام هذه الأجهزة الطائرة بشكل كبير على سير العمليات. على غرار روسيا التي رصدت عن كثب كفاءة الطائرات بدون طيار الإيرانية، أثبتت هذه الأجهزة فعاليتها وأهميتها على ساحة المعركة.
جمهورية الكونغو الديمقراطية (الكونغو – كينشاسا)، بلد يواجه مجموعة متنوعة من التحديات الأمنية، توجهت مؤخرًا نحو الصين لتعزيز قدراتها الدفاعية. مع استمرار التوترات بين الكونغو ورواندا، والحاجة الملحة لتجهيز جيشها لمواجهة التهديدات المتعددة بما في ذلك محاربة المجموعات المتمردة، أعلنت كينشاسا بوضوح عزمها على تحديث قواتها المسلحة.
قبل بضعة أشهر، استلمت جمهورية الكونغو الديمقراطية (الكونغو – كينشاسا) دفعة أولى مكونة من ثلاث طائرات بدون طيار هجومية تم طلبها من الصين. هذه الطائرات بدون طيار، المزودة من قبل شركة China Aerospace Science and Technology Corporation (CASC)، تأتي في إطار طلب أوسع لتسع طائرات بدون طيار هجومية. هذه الأجهزة، التي تتمتع بتكنولوجيا مشابهة لتلك المتواجدة في طائرة بدون طيار الأمريكية MQ-9 Reaper، ستتم نشرها في مطار كافومو العسكري، الواقع بالقرب من بوكافو. وبالإضافة إلى ذلك، سيقوم عسكريون صينيون بتقديم تدريبات على استخدامها، مما يظهر التزام الصين بضمان انتقال تكنولوجي سلس.
ولكن طموح الكونغو – كينشاسا لا يقتصر على هذا الحد. بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، تنوي البلاد أيضًا الحصول على طائرات مقاتلة صينية لتعزيز قوات الجيش الكونغولي (FARDC) في مواجهتها للحركة الثالثة والعشرين المدعومة من رواندا. تندرج هذه الرغبة في التحديث وزيادة التسليح ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الأمن والسيادة الوطنية أمام سياق إقليمي معقد.
تأكيد عمق العلاقات بين الكونغو – كينشاسا والصين تم بواسطة الزيارة المقبلة للرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي إلى بكين. سيكون هذا الزيارة فرصة لمناقشة عدة قضايا، بما في ذلك التعاون العسكري، وهو مؤشر على أهمية العلاقة الصينية – الكونغولية المتنامية في سياق إقليمي وعالمي يتغير بسرعة. تعبر الكونغو – كينشاسا، من خلال التعاون هذا، عن عزمها على بناء مكانة قوية وآمنة في وسط إفريقيا.
تعليقات ( 0 )