ياسين الرضواني
“أتوجه لك و كلي آمال أن تلبي ندائي، إبني الشاب يوسف تعرض للوفاة على يد رجال أمن قاموا بمطاردته بسبب عدم وضعه للخودة، الأمر الذي انتهى بدفعه من طرف أحد رجال الأمن الدراجين بطريقة وحشية، تسببت في وفاة ابني حبيبي.. جلالة الملك تعبت كثيرا و تألمت، و سئمت انتظار ملف قضية “الطرامواي” ربما هكذا يسري التحقيق في ملفات كهاته، لكنني كأم مكلومة أفقدتها العقل وفاة ابنها، و لم تعد تقوى على الصبر، أريد أن أعرف و أفهم ماذا سيحدث.. أريد حق ابني يوسف”
هكذا غردت السيدة نورا والدة الشاب يوسف، الذي شغلت قضية وفاته الرأي العام المغربي، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، متوجهة بندائها لجلالة الملك محمد السادس من أجل استرجاع حق ابنها، بعد وفاته بطريقة بشعة حسب ما أظهرته صور جثته بالمستشفى و التي أكدت أن الضحية تعرض لعنف شنيع قبل وفاته…
القصة بدأت حسب ما نقلته صفحة الفصيل المشجع لنادي الرجاء البيضاوي “غريين بويز”، حينما توجه يوسف من أجل حضور اجتماع الفصيل رفقة صديقه بحي التقدم بالبيضاء، قبل أن يطارده ثلاثة من رجال الأمن “الصقور”، إضافة لسيارة “داسيا” سوداء اللون يتواجد بها ضابط و شخص آخر يرتدي جلباب أبيض. فبعد أن وصلوا شارع القشلة مرورا بشارع ابن تاشفين، استمر الدراجين في المطاردة لغاية سكة الطرامواي، ليقوم بعدها أحد رجال الأمن أولئك بانتظار يوسف و صديقه في الجهة المقابلة، و ما إن قدموا نحوه قام بإسقاط يوسف لينهالوا عليه بالضرب و الركل على مستوى الرأس و البطن و الضلوع لدرجة أن الطاقم الطبي صرح بعد رؤيته لجسم يوسف أن هذه ليست حادثة سير عادية و يلزمها تشريحا طبيا.
الاعتداء الشنيع و الحيواني كما وصف الفصيل، تم توثيقه بعدسة واحد ممن حضروا الواقعة، لكن رجل الامن الذي كان يرتدي جلبابا أبيضا، بعدما رمق الشخص يوثق للحادث عبر هاتفه، نزل من سيارة “داسيا” السوداء، ليأخذ الهاتف منه بعنف و يمسح الشريط من الهاتف، “بأي حق يخفي الشرطي معالم الجريمة التي قام بها زملاءه في العمل” تساءل ذات المصدر.
كما أورد بلاغ الفصيل “تركوا المرحوم يوسف مرميا بالشارع، غارقا في دمائه، و بدون تدخل طبي مستعجل، ما جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة، جراء العنف الذي تعرض له من طرف رجال الأمن…”
نناشد اليوم مختلف جمعيات المجتمع المدني، من أجل التدخل في القضية، و نحن من جهتنا لن نسامح في هدر دم أخونا بسهولة، رغم رفض تسليم تقرير التشريح الطبي بحجة سريته، و رفض تسليم المقاطع التي وثقتها عدسات كاميرات الشوارع التي شهدت على الحادث، منذ بدايته حتى نهايته، أو حتى كاميرا الطرامواي التي جرى الحادث أمامها، إلا أننا لن نترك الحادث يمرر مرور الكرام، كحوادث مماثلة ماضية” اختتم بلاغ “الكرين بويز”
هذا و أدى هذا الحادث الشنيع الذي مر عليه أزيد من أسبوع إلى احتقان الرأي العام المغربي الذي اعتبره شطط في استعمال السلطة، يعيدنا إلى عصر الجاهلية و العنف و العنصرية، متبنيا في الآن ذاته توجه الفصيل المساند للرجاء البيضاوي، و الذي وعد بتنفيذ مضمون الوصية التي تركها يوسف في أذهان والدته في لحظات احتضاره “مّي … قوليها لغرين بويز الدراري صحابي” لتكون بذلك آخر كلمة في حياته، أملا في أن يُسترجع حقه على يد أصدقائه، و الرأي العام المغربي، من أجل محاسبة من قتل النفس بغير حق.
Comments ( 0 )