المثلية الجنسية.. الزحف بهدوء نحو الاستعمار 

ياسين الرضواني

حيث تتشكل ألوان الطيف؛ لا تلزم السماء أحدا النظر إليها عندما تشرق الشمس بعد سقوط المطر، نرفع أعيننا بإرادتنا المطلقة من أجل رؤية سحر الطبيعة، و نمضي في طريقنا بعدها.

و حيث تزيف ألوان الطيف، نصبح فجأة ملزمين بالنظر إليها أينما ولينا وجوهنا، دون إرادتنا مطلقا، من أجل أن نتقبلها شئنا أم أبينا، حتى يسمح لنا المضي في طريقنا بعدها.

لقد أصبحت شعبوية “الأقلية” الجنسية و التي تلعب دور المظلومية أكثر تأثيرا من صمت من وصفته ب”أغلبية” لا تتقبل “الطبيعة” تلك التي يدْعون إليها. الشيئ الذي أوجب تكسير الصمت في وقت يستمر فيه تعالي أصوات اقتربت من استعمار المسامع. 

لم تكن المثلية الجنسية مشكلا في حد ذاتها مع الأغلبية من الأغلبية، بل أصبح فرضها كما لم يفرض شيئا آخر يثير الاستغراب و الاستفزاز، بحيث لا يحب الإنسان في طبيعته أن يفرض عليه رؤية شيئ أو العمل بشيئ أو الاقتداء به، عكس منهج هذا التوجه الجنسي الذي أصبح يتجدر بطريقة مباشرة تارة و غير مباشرة تارة أخرى في جميع مناحي الحياة و على جميع الفئات العمرية بدءا بالأطفال.

فلم تخلو الرسوم المتحركة، ولا المناهج الدراسية، و لا ألعاب يدوية ولا إلكترونية من قصص و مشاهد و رسائل تهدف إلى تربية الأجيال الناشئة على ذلك التوجه، في خطوات تبين أن توجه المثلية الجنسية لم يكن هدفه فقط أن تصنع أقلية، بل اراد ان يكسب بكونه هذه الأخيرة، تعاطفا من أجل بداية الامتداد و التوسع شيئا فشيئا بدءا من الجيل الصاعد.

هذا الاغتصاب الغير مباشر للتوجهات و الحريات الذي ينادون بها في الأصل، لا تختلف خطورته على إنشاء الأفكار الدينية المتشددة في عقل الطفل، حيث يعتبر كلاهما إرهابا في حق الطفل قبل المجتمع بفرض توجه معين يسود به مستقبلا.

و بهذا يمكن القول بأن توجه المثلية الذي يروج له تارة على أنه طبيعي، يرفض أن يسير على خطى طبيعية، و يريد أن يفرض نفسه على الجميع، في انتهاك تام لألوان الطبيعة التي لم تفرض نفسها يوما.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. أسماء :

    نعم، لقد أدخلوا الشذوذ الجنسي في مقررات الأطفال و بعض ألعاب الفيديو كذلك

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)