المحتوى لخلق طبقة متوسطة خارج الاقتصاد التقليدي..!

المحتوى لخلق طبقة متوسطة خارج الاقتصاد التقليدي..!

 

 

يُقصد باقتصاد صناعة المحتوى (Creator Economy) العملية المالية التي يكسب من خلالها صنّاع المحتوى وروّاد العمل الإلكتروني المال مقابل عرض إبداعاتهم وبيعها عبر الانترنت.
يشمل هذا الاقتصاد مقاطع فيديو اليوتيوب والبودكاست، وإنشاء وبيع الدورات التكوينية عبر الإنترنت، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات الإلكترونية.

يعتمد نجاح هذا الاقتصاد على الشُهرة والانتشار في العالم الافتراضي، وهذا ما دفع بالعلامات التجارية والشركات العالمية إلى الاعتماد عليه.

إن تصاعد مجال تغطية المبدعين عبر الإنترنيت و اقتصاد صناعة المحتوى هو من مظاهر التحول الرقمي الذي يضع شرط توفر الإبداع كعنصر أساسي في اقتصادنا ومجتمعنا وحياتنا اليومية.

كما أن حجم ونطاق توسع الاقتصاد الإبداعي كبير وقابل للنمو. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 85 مليون بأمريكا الشمالية وأكثر من 300 مليون شخص في تسع دول كبيرة قد نشروا محتواهم الإبداعي عبر الإنترنت في عام 2022.
كما أن هناك ما يقرب من 17 مليون صانع محتوى يكسبون بالفعل قوتهم على تسع منصات رقمية رئيسية منذ العام 2017.

قُدر الحجم الإجمالي لاقتصاد صناعة المحتوى بأكثر من 100 مليار دولار وتم استثمار ما يقرب من 15 مليار دولار في رأس المال الاستثماري في حوالي 300 شركة ناشئة في اقتصاد صناعة المحتوى منذ العام 2021.

اين تتدفق أموال صناعة المحتوى !؟
على الرغم من أن الشركات الناشئة في اقتصاد صناعة المحتوى موجودة في 65 مدينة عالمية، إلا انما يقرب من ثلثي إجمالي استثمارات رأس المال الاستثماري العالمي يصب نحو ثلاث مدن هي سان فرانسيسكو نيويورك لوس أنجلوس.
تتركز المقرات الرئيسية للمنصات الرقمية الرائدة بشكل كبير في منطقة خليج سان فرانسيسكو. وتتمركز المجموعات الأصغر في المدن الاخرى، بما في ذلك مقرات سناب شات والتيك توك.
في حين أن أغلب المبدعين منتشرون على نطاق أوسع بكثير من المنصات والشركات الناشئة التي تدعم عملهم.

عدم المساواة موجودة في اقتصاد صناعة المحتوى ايضا !؟

في الواقع توزيع المكافآت الاقتصادية في اقتصاد صناعة المحتوى غير متساوٍ كما هو الحال في الاقتصاد التقليدي،
حيث تكسب فئة صغيرة من النجوم عشرات الملايين سنويًا، مثل التيك توكر السنغالي غابي لام (العامل الذي فقد وظيفته أثناء الوباء ثم اشتهر بمقاطعه الكوميدية القصيرة)، لكنه استثناء يثبت قاعدة اللا مساواة.

يكسب ثلثا المبدعين أقل من ربع مليون دولار سنويًا، وأكثر من ربعهم يكسبون أقل من ألف دولار ،في حين يكسب امثال ‘غابي’ الكثير مقارنة بالأقل شهرة .

الارباح معنوية أيضا!

يستمتع صنّاع المحتوى بالاندماج في مجتمعاتهم بعمق، وسط عالم يعاني فيه الكثيرون من العزلة الاجتماعية والعاطفية .
هذا فضلاً عن التزايد المفرط للناشطين الحقوقيين والسياسيين اللذين يحفزهم المحتوى أساسا لإشباع رغباتهم لخدمة قضايا أكبر من أنفسهم ولها تأثير اجتماعي وسياسي على الجمهور.

كشف استطلاع للرأي همّ صناع المحتوى السنة الماضية للكشف عن أهم دوافعهم للعمل بهذه الصناعة ،
صُنفت الاستجابات كالآتي:
-التعبير عن الذات %48 -المرح %43
-العاطفة %40
-التحدي %34
-كسب المال %26 .

تحدي الاقتصاد التقليدي:

يتمثل التحدي الرئيسي اليوم لاقتصاد صناعة المحتوى في إنشاء “طبقة متوسطة” أكبر وأكثر استدامة من المبدعين، و بدعم من المنصات الرائدة والحكومات، يمكن لهذا الدعم الموجه لعديد من المبدعين من كسب أموال من إنتاجهم الإبداعي أكثر مما يكسبونه اليوم بنشر إبداعاتهم و منتجاتهم.

حلول : وصفة ناجعة لاقتصاد صناعة محتوى صحي !
– يمكن للمنصات الرقمية الترويج لمنشئي المحتوى الأقل رسوخًا من خلال تعديل خوارزمياتهم لعرض المزيد من الإقتراحات “suggestions” للمستخدمين .

– منح صنّاع المحتوى مزيدًا من التعرض للبيانات ومساعدتهم على فهم كيفية استخدام التحليلات بشكل أفضل لتحسين أداء مشاركاتهم مع الجمهور.

– تحديد مجتمعات الأقران و الإهتمامات التي تمكنهم من مشاركة تجاربهم وتحديد أفضل الممارسات، وإنشاء مدارس المبدعين حيث يمكن للمبدعين التعلم من بعضهم بعض.

– مضاعفة الجهود لحماية المبدعين، وخاصة النساء و الشباب عبر تاطيرهم.

يمكن أيضا للسياسة العامة دعم المبدعين :

-يمكن للحكومةو المجالس الجهوية تحديد وتنظيم ودعم مجموعات أو شبكات المبدعين، تمامًا مثل جهودها الطويلة الأمد لدعم الصحافة و مجموعات التكنولوجيا الفائقة والفنون و الثقافة و المهرجانات.

– المساعدة في تطوير مجتمعات المنافع المشتركة للصحة و حماية البيئة و مجالات الأخرى. وكذلك يمكن للجامعات تطوير برامج تدريبية لمساعدة المبدعين على بناء مؤسسات افتراضية أكثر استدامة مع تدفقات إيرادات يمكن التنبؤ بها.

– تشجيع الحكومة و المجالس الجهوية على اتخاذ خطوات لتوفير المزيد من الدعم المباشر لصنّاع المحتوى ذوي الدخل المنخفض وسكان الأحياء و المدن الفقيرة.
– يمكن للقطاع الخاص وغير الربحي ايضا تقديم منح دراسية للمبدعين الأقل حظًا.

منظور أوسع

تعد صناعة المحتوى من أسرع الصناعات نموًا في العصر الرقمي
تعود فوائد صناعة المحتوى المجتمعية إلى طبيعة العمل الجماعي والتفاعل الذي تشجع عليه. فعندما يتم إنشاء محتوى قيم ومفيد، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع. ويمكن لصناع المحتوى أن ينشروا أفكارهم ورؤاهم وتجاربهم، مما يسهم في توعية وتثقيف الجمهور وتوفير قيمة مضافة للمجتمع

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)