المملكة المغربية مابعد إسترجاع العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية

المملكة المغربية مابعد إسترجاع العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية

 

 

كانت العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية متوترة تاريخياً، واتسمت بالصراع الطويل وانعدام الثقة المتبادلة. ولطالما ظلت إسرائيل التي ينظر إليها في كثير من الأحيان كدولة احتلال من قبل العديد من الدول في المنطقة، معزولة دبلوماسيا داخل العالم العربي. وتتفاقم التوترات بسبب القضية الفلسطينية والحروب المتعاقبة وسياسات إسرائيل التوسعية. ومع ذلك، فقد لوحظت نقطة تحول ملحوظة مع اتفاقيات إبراهيم سنة 2020،حيث بدأت تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وبإعادة العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسرائيلية بفتح مكتب الإتصال بالرباط .

 

لقد فتحت عملية إسترجاع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، والتي تم تسهيلها من خلال اتفاقيات إبراهيم، الطريق أمام تبادلات دبلوماسية وتجارية كبيرة ومهمة، بما في ذلك بيع التقنيات العسكرية المتطورة. وفي هذا السياق، فإن بيع طائرات عسكرية بدون طيار من طراز SeaGuardian للمغرب، يخضع حاليا للدراسة من قبل الكونغرس الأمريكي. وتمثل هذه الطائرات بدون طيار، التي تصنعها شركة General Atomics، تقدما تكنولوجيا كبيرا لقدرات المراقبة والاستطلاع المغربية.

وبدأ المغرب هذه المفاوضات في ظل إدارة ترامب، مما جعل الولايات المتحدة الامريكية ثابتة في موقفها منذ تمهيدي العلاقات الثلاتية بين المملكة المغربية وإسرائيل والولايات المتحدة، ومرتبطًا بهذا الاقتناء بإعلان الولايات المتحدة عن الاعتراف بالسيادة المغربية على اقاليمه الجنوبية. وهذا القرار، الذي أُعلن في ديسمبر 2020،حيث كان نقطة تحول استراتيجية بالنسبة للمغرب، الذي يسعى لتعزيز قدراته العسكرية وتعزيز تحالفاته الدولية. هذا الاتفاق، الذي يُقدر بمليار دولار، يشمل ليس فقط طائرات الدرون SeaGuardian، ولكن أيضًا ذخائر دقيقة مثل صواريخ Hellfire، وقنابل Paveway، وأطقم JDAM.

وتتميز طائرات الدرون MQ-9B SeaGuardian بدون طيار بقدرتها على تغطية مسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص للمهام الرقابية الشاملة مثل المناطق الحدودية. تسلط شركة General Atomics، المصنعة لهذه الطائرات المسيرة، الضوء على مرونتها، بما في ذلك قدرتها على دمج أنظمة المراقبة البحرية الموسعة، وأنظمة التعرف التلقائي، وتدابير الدعم الإلكتروني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجهيز هذه الطائرات بطقم مهم للحرب ضد الغواصات، مما يزيد من فائدتها في عمليات الدوريات البحرية والاستطلاع.

يمثل حصول المغرب على طائرات بدون طيار من طراز SeaGuardian خطوة مهمة في تحديث قدراته العسكرية. ويعد هذا التطور أيضًا شهادة على التغيرات الجيوسياسية الجارية في المنطقة، حيث تعيد التحالفات تعريف نفسها وتفتح التوترات القديمة الباب أمام فرص جديدة للتعاون الاستراتيجي.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)