المملكة المغربية وهذا المشروع الفرعوني الذي يتشكل شيئاً فشيئاً
يعد ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، المشروع الرائد الذي يقع على بعد 40 كيلومترًا شمال الداخلة، حيث بدأ في الكشف عن إمكانياته مع تقدم ملحوظ في الأعمال. وبالنظر من السماء، فإن هذا المشروع العملاق والضخم الممتد على مساحة 1650هكتارًا يكشف بالفعل عن ملامح ما سيصبح عليه: محورا اقتصاديا إقليميا ولاعبا بحريا دوليا رائدا.
تُظهر الصور الجوية موقعًا في حالة نشاط مكثف حيث تعمل مئات الآلات، من الحفارات الضخمة إلى الرافعات الهائلة، في تناغم صناعي دقيق. والتحرك المستمر للشاحنات القلابة المحملة بالمواد والمخلفات، وكذلك طنين المحركات وضجيج المعادن، يشهد على النشاط المكثف الذي يسود هذا المشروع الضخم.
في هذه المرحلة، تم إنجاز حوالي 20% من الأعمال. بدأت البنية التحتية تأخذ شكلها مع أرصفة تجارية من المقرر أن تمتد على عدة مئات من الأمتار، قادرة على استقبال السفن الكبيرة. كما يتم تطوير أقسام مخصصة للصيد وإصلاح السفن، كل منها بأرصفة خاصة، بهدف تنشيط الاقتصاد البحري الإقليمي.
هذا المشروع الطموح، المدعوم برؤية ملكية والمندمج في الاستراتيجية الوطنية للموانئ، مصمم ليصبح مركزًا للتكامل الاقتصادي ومحورًا مركزيًا للتأثير القاري والدولي. بالإضافة إلى ذلك، يعد ميناء الداخلة الأطلسي بفرص استثمارية كبيرة وخلق وظائف، سواء في الميناء أو داخل المنطقة اللوجستكية المجاورة.
وبذلك تستعد منطقة الداخلة لاستقبال مشروع يوفر فرص ووظائف عمل مباشرة وغير مباشرة، مع فريق مكون من 1600 شخص يعملون بلا كلل للوفاء بالآجال والمواعد المحددة. ومن المقرر تسليم هذا المشروع في نهاية سنة 2028، طبقا للاتفاقية الموقعة سنة 2016 بحضور جلالة الملك.
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، يعتمد ميناء الداخلة الأطلسي معايير بيئية صارمة، مما يضمن بناءً يحترم البيئة، وهو مفيد ليس فقط للميناء ولكن أيضًا للمنطقة المحيطة بأكملها.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الفرعوني 12.5 مليار درهم. سيتضمن حوضًا تجاريًا مع محطة بترولية، وحوضًا للصيد الساحلي والبحري للحركة المتوقعة لحوالي مليون طن من المنتجات البحرية، بالإضافة إلى حوض لإصلاح السفن. علاوة على ذلك، تم التخطيط لأعمال ربط مثل جسر وصول بحري وطريق ربط بطول 7 كيلومترات إلى الطريق الوطنية رقم 1، لتسهيل التبادل والتنقل.
Comments ( 0 )