المملكة المغربية و اكتشاف جديد للغاز بمنطقة لوكوس
يواصل المغرب العربي تأكيد مكانته كمنطقة رئيسية للموارد الطاقية العالمية، والتي تهيمن عليها تقليديًا الجزائر وليبيا بفضل احتياطاتهما الكبيرة من النفط والغاز. لقد استفادت هاتان الدولتان منذ فترة طويلة من وفرة الموارد المعدنية، مما دفع اقتصادهما إلى الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن المغرب، الذي كان تاريخيًا أقل تزودًا بموارد طبيعية مماثلة، بدأ يكشف عن إمكانياته في مجال الطاقة. وظهرت مؤخرًا سلسلة من الإعلانات الواعدة التي تشير إلى تحول محتمل في ديناميكية الطاقة في المنطقة.
تصدرت شركة شاريوت وهي شركة ناشطة في قطاع الطاقة، في الآونة الأخيرة العناوين بإعلانها عن اكتشاف كبير للغاز في المغرب. تم حفر بئر (OBA-1)، الواقع في منطقة دارتوا تحت ترخيص لوكوس البرية (Onshore)، بنجاح إلى عمق نهائي بلغ 901 مترًا، ملتزمين بذلك بالجدول الزمني والميزانية المحددين. تمثل هذه العملية نهاية الحملة الأولى لحفر الآبار البرية التي تقودها الشركة في المغرب.
كشفت التقييمات التفصيلية للبيانات التي جُمعت أثناء حفر بئر OBA-1 عن وجود خزانات غاز بسمك إجمالي قدره 200 متر، وهو ما يتماشى مع الأهداف الموضوعة قبل الحفر.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر جزء مميز يبلغ سمكه 70 مترًا مقاومة عالية وقياسات غاز كبيرة، مما يشير إلى وجود طبقة غاز محتملة قابلة للاستغلال وغير مشبعة بالماء.
أشارت شركة شاريوت إلى أن تحليلات إضافية جارية حاليًا لتحضير اختبارات الإنتاج التي ستقيم بدقة أكبر الإمكانات التجارية لهذا الاكتشاف. يتم حاليًا إعداد البئر لهذه الاختبارات وقد يُستخدم كبئر إنتاج في المستقبل. عقب ذلك، سيتم تفكيك وحدة الحفر.
أعرب دنكان والاس، المدير الفني لشركة شاريوت، عن حماسه لهذا النجاح: “إن نجاح حفر بئر OBA-1 في منطقة دارتوا يؤكد إمكانات المنطقة ويختتم بنجاح حملتنا الأولى لحفر الآبار البرية في المغرب. تعزز هذه النتائج الإيجابية ثقتنا في جدوى منطقة دارتوا.”
أكد والاس أيضًا على الخطط المستقبلية لاستغلال هذا الاكتشاف: «سنقوم بدمج جميع البيانات التي تم الحصول عليها من بئري RZK-1 و OBA-1 مع البيانات الزلزالية ثلاثية الأبعاد التي قمنا بإعادة معالجتها لتحسين برنامج عملنا المستقبلي وزيادة تأثير هذا الاكتشاف على جدوى رخصة لوكوس. ستركز جهودنا على الإسراع في إنتاج أي اكتشاف تجاري في هذه الرخصة.» تهدف هذه الاستراتيجية إلى تسريع تطوير وتقييم الموارد الطاقية المكتشفة، مما يعزز دور المغرب كفاعل ناشئ في قطاع الطاقة في المغرب العربي.
Comments ( 0 )