الموظفون راضون عن وظائفهم ؟ لا عبودية معاصرة..

الموظفون راضون عن وظائفهم ؟
لا عبودية معاصرة..

 

انتشر في القرن العشرين تصور وسط المثقفين أن الوظيفية عبودية، و تم شيطنة الوظيفة، ظنا من البعض بأن الطبيعة البشرية تتناقض مع العمل المُقيد لساعات ، لكن تبين بأن الأمر بخلاف هذا، وأن الموظف إذا عومل بطريقة إنسانية، سوف ستحسن رضاه عن عمله.

الخبر؟

وفق استطلاعات الراي الجديد، فإن ثلثي العاملين راضون جدًا عن وظائفهم؛ وتعتبر أعلى نسبة سُجلت منذ الثمانينات عن رضا الموظفين.

لكن ؛كيف يقاس الرضا لدى الموظفين ؟!

يُقاس الرضا الوظيفي من خلال سؤال الموظفين عن 26 جانبًا مختلفًا من عملهم بداية من الراتب ومرورًا بقدرتهم على الموازنة بين العمل و احتياجات الحياة وانتهاء بالتأمين الصحي.. وبين هذه العناصر هناك الكثير طبعاً.
يستطيع غالبية المشغلين اليوم توفير هذه الشروط للموظفين للابتعاد عن اتهامهم بالعبودية.

ما الذي بدل الأحوال؟

من المشروع أن نتساءل عن سر حلول الرضا على الموظفين،
هل بيئة العمل العصرية؟
واعتبار العمل كعائلة هو المسؤول عن هذا التحول؟
أم أن الأجيال الصاعدة أنقذت سوق العمل بعاداتها التأملية وفلسفاتها الحياتية؟

في السابق كانت الوظيفة تأتي كقالب اسمنتي يصعب العبث فيه أو حتى التخلي عنه، ساعات دوام صارمة وراتب محدد سلفًا،يرسم لك المجتمع المصغر لك أوجه صرفه من الزوج(و) الصالح(ة) حتى حدود الأثاث والديكور،
بدائل قليلة وشبه معدومة في سوق عمل متشبع بالموظفين، لكن تغير الوضع مؤخرا ،قد نربطه هنا بظهور وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة، لذلك يعتبر البعض أنه قد خف شعور الموظفين بأنهم محاصرين.

إضافة إلى أن الجائحة قد حسنت الأمور بعد الشيء ؛ فقد أصبحت ساعات العمل أكثر مرونة، أقتنع الرؤساء بجدوى العمل عن بعد، وصار ممكنًا أن ينجز الموظف عمله يومين في المكتب ويومًا في صالة منزله و يما مستعينا بالذكاء الاصطناعي،
الاحتياج المتزايد في السوق مكن الأشخاص الذين يكرهون وظائفهم من إيجاد بدائل أفضل، وجعل الشركات توفر ميزات أكثر لجذب الموظفين المهرة.

أجريت الدراسة قبل موجات التسريح التي قادتها شركات التقنية مثل غوغل و تويتر؛ هل ستتغير النتائج لو أجريت نفس الدراسة على نفس العينة؟
الله أعلم،
لكن بالتأكيد أن بدء الشركات بالاستغناء عن موظفيها يضرب بشدة في معايير الرضا كالأمان الوظيفي والفرص المتاحة أمام الأفكار المتصاعدة للشركات الناشئة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)