الهادؤون …قادة المجتمع يُصنعون ولا يولدون.

غالباً ما يخلط كثيرون بين صفتي الهدوء والخجل، إلا أن الصفتين مختلفتان عن بعضهما،فقد يكون الاول مُكتسبا بحكم التكوين و التجارب التي صادفها الشخص في حياته ،بينما يمكن اعتبار الخجل سلوك مرضي إن لم يرقى إلى مستوى الحياء الذي يُعتبر من الأخلاق الحميدة التي لا تنقص من قوة الشخصية ، فليس بالضرورة أن يكون الأشخاص الهادئون خجولين، بل على العكس يمكن أن يكونوا مُبادرين، ولهم تأثير كبير على كل من حولهم. كما لا يبذل الأشخاص الهادئون قصارى جهدهم، من أجل الوصول إلى المناصب القيادية،فعادة ما تفوتنا بعض الفرص المهمة، لاعتقادنا الخاطئ أن التحدث بصوت عالِ دليل على القوة، بينما التحدث بصوت منخفض دليل على ضعف الشخصية،إلا أن بعضًا من أبرز القادة في تاريخنا كانوا أشخاصًا هادئين،حتى أثناء ظهور الأزمات ،كالمرحوم عبد الرحمن اليوسفي الذي عينه الملك الراحل الحسن الثاني في مرحلة مر بها المغرب وُصفت بالسكتة القلبية ،كما كان الحال كذلك حين عُيّن سعد الدين العثماني بعد البلوكاج الحكومي ،رجل جمع من الصفات ما غابت عن رفيق دربه بن كيران الذي أصبح حينها يضرب و لا يبالي يُصرّح ولا يكثرت لصداه.

إذ يمتلك الأشخاص الهادئون صفات تجعلهم في صدارة المرشحين للمناصب القيادية.

سنحاول من خلال هذا المقال جرد خمسة أسباب وراء اختيار الأشخاص الهادءين لتولي مناصب القيادة أبرزها:

– التفكير الرزين و الإستراتيجية إذ يتسم الأشخاص الهادئون بالتفكير الاستراتيجي، إذ إن بإمكانهم رؤية الصورة الاكبر، وتقييم المواقف والأهداف بسهولة، كما أنهم يتجنبون الصراعات، ومتحكمون .

و يعرفون ما يريدون، وكيفية الحصول عليه، كما أنهم بارعون في تفويض المهام، ويعرفون كيف يتواصلون بشكل جيد مع الآخرين، ولا يخشون أو يخجلون من طلب المساعدة ممن حولهم.

-الانصات:

يمتاز القادة الهادئون عن الآخرين بالانصات، و جمع المعلومات، كما أنهم يفكرون في كل الاحتمالات والبدائل، قبل اتخاد القرارات المتسرعة، بل يفكرون جيدًا لاختيار أفضل الحلول.كما يجعل القادة الهادئون من حولهم يركزون على العمل، ويدعمون أعضاء الفريق طوال الوقت، ويستمعون إلى مشكلاتهم ومقترحاتهم.

-عدم اختلاق الأعذار:

لا يشكو القادة الهادئون من المشكلات، ولا يتجاهلونها أيضًا، فهم لا يجلسون في انتظار أن يقوم شخص آخر بحل المشكلات، لكنهم يبادرون بحلها، ويكونون قدوة ونموذجًا يُحتذى به لمن حولهم.

-لا يخشون اظهار مشاعرهم

لأنهم يعرفون أن إظهار المشاعر ليس ضعفًا، لكنه يظهر مدى انفتاح الشخص، وتقبله لأفكار الآخرين القابلة للتنفيذ.

-هم يُصنعون ولا يولدون، و يصبحون هكذا من خلال التفاني، والتضحية، والتواضع الذي يجعلهم مستعدين للتعلم من الآخرين.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)