بناء الصداقات: مفتاح السعادة والصحة النفسية بعد التقاعد
العزلة تحدي التقاعد!
يتحدث جاري الستيني عن وحدته بعد التقاعد، مشتاقًا لزملائه وفاقدا لمساحات تكوين الصداقات. في المقابل، يرى الشباب في العشرينات أن الحديث عن المعنى والحياة مجرد نظريات بعيدة عن صخب أحلامهم وتحديات إثبات الذات. لكن الواقع يكشف أن الإنسان، بغض النظر عن عمره، يتوق إلى التواصل البشري، فالوحدة تنهش المتقاعدين بعد كل مناسبة اجتماعية، كما تنتظر الشباب عندما تهدأ عجلة الحياة.
الوحدة وأثرها على الصحة النفسية
الإنسان جزء من نسيج اجتماعي، وعندما يشعر بالعزلة في أي مرحلة من حياته، تتأثر صحته النفسية. صديقي الروائي عيد الرحيم، الذي أصيب بالزهايمر، عانى من غياب الفضاءات الثقافية في حديثي معه. الكثيرون يواجهون الاكتئاب والقلق بعد التقاعد، عندما ينْفض الأبناء وتتوقف عجلة العمل، فيجدون أنفسهم أمام حياة جروا وراءها دون أن يعيشوها.
قوة الصداقات..!
تؤكد دراسة شملت 280 ألف شخص أن الصداقات بعد التقاعد تؤثر إيجابيًا أكثر من العلاقات العائلية، حيث ترتبط أربع إلى ست صداقات حقيقية بزيادة 60 نقطة في الصحة النفسية وتقليل المشكلات النفسية ثلاث مرات. كما وجدت دراسة هارفارد، التي استمرت 80 عامًا، أن رضا الأشخاص عن علاقاتهم في الخمسينيات يرتبط بصحة أفضل، مثل مستويات كولسترول متوازنة.
حلول عملية لبناء الصداقات
تكوين الصداقات بعد سنوات الدراسة ليس سهلاً، لكنه ممكن باتباع خطوات بسيطة:
كن لطيفًا: ابتسم وكن ودودًا لتشجع الآخرين على الاقتراب.
بادر بثقة: ادعُ شخصًا لتناول القهوة أو اطرح سؤالًا مفتوحًا يفتح مجالًا للحوار.
تحلَ بالصبر: الصداقات تحتاج وقتًا لتنمو، فلا تستعجل.
ابحث عن ناسك: انضم إلى نوادي الكتاب، مجموعات المشي، النوادي الرياضية، أو دورات تعليمية مثل الطبخ أو الفخار.
سافر بأمان: جرب السفر مع مجموعات منظمة لتتعرف على أشخاص جدد.
منظور أوسع:
التعاطف والتواصل
لتعزيز الصحة النفسية، فكر في دعم المتقاعدين من حولك، سواء والديك أو جيرانك. تفهم احتياجاتهم للتواصل، وشجعهم على الانخراط في أنشطة اجتماعية. الصداقات ليست رفاهية، بل ضرورة لعيش حياة صحية وسعيدة بعد التقاعد وقبل كل شيء من بار الوالدين.
Comments ( 0 )