تجاهل.. لا تبالي
دير عين ميكة و وذن عجينة
لو كنت في بداية مسارك الوظيفي، أو على عتبات تغييره، سيقفز عشرات الأشخاص ليشاركونك نصائحهم المهنية، وبالتأكيد معظمها يقال بنية حسنة، ولكن عليك الأخذ بالحسبان أن معظمهم لا يملكون أدنى فكرة عما يقولونه، أدنى فكرة عن تصورك للعمل الجديد، عن منظورك الخاص.
فعندما ستحصل على وظيفتك الأولى بعد حصولك على درجة إجازة أو دكتوراه في علوم التقنية أو تدبير الموارد البشرية أو أي علوم تظهر لك طبيعة الأشياء، ستصبح على دراية بمبادئ اشتغال الآلة و الدوافع السلوكية للموظفين و زملائك بالعمل، ستشعر بالقلق من مواجهة الصعوبة في التواصل مع الآخرين و الحال أصعب خارج مقر العمل حيث معدلات البطالة تتماهى مع الاحتقان الإجتماعي، انت موظف الآن، ستدرك حينها أنك لست المُخلِّص المنتظر ،لانك ستدرك أن لا تغيير مرتقب باحوالك، كما كنت تتوقع ، و أن الأوضاع لن تتغير، هذا إن لم تنحدر نحو الأسوء، تقول احداهن : لقد اصبحت اشعر بالفقر أعلى من المستوى حين كنت بالجامعة -فقر معنوي-لقد اصبحت محط الأنظار و الانتظارات، أصبحت المسؤولية اكبر، فعائلتي بدأت ترفع الحواجز أمام طموحاتي المتواضعة التي كنت احلم بها، أصبح الأمر لا يطاق بكثرة النصائح من الوسط العائلي، أما زملاء العمل فالنصائح المبطنة لرصد مزاجي وسقف طموحاتي تتعالى عند كل لقاءهم بباحة الاستراحة، [خاصك ديري كدا و كدا] .ماشي لوحدك اختشي!
في حين ستبقى المدرسة على حالها، و ورش الأشغال الفوضوي على حاله ،و لا أحد مستعد للتصريح بالفساد من داخل المجلس، و لا حتى منزوعي الحقوق لن يصرحوا لك بالعلن عن شكواهم أن اخترت العمل الصحفي، يقولون :ستلاقي العديد من “الهمزات” أغلبية النصائح ستوجهك نحو التمثل السائد : ” انا غادي نوريك كيف دير لفلوس من الصحافة ” .. “ما تبقاش تحشم اٰ شاحبي”. ستجد نفسك تتلقى تحية الصباح من بائع الحشيشة أن علموا انك تعمل لأجهزة الأمن ، وستعرض عليك الصفقات من خارج المستشفى بعد أن تنظم لقطاع الصحة ،و تتلقى الاكراميات بعد تصحيحك للإمضاءات ،و مكافئة مجهولة المصدر بعد تأشيرك على مواصلة البناء العشوائي. و منخرطا في تنسيقية أو نقابة تدعي الدفاع عن حقوقك ، وستجد مشاكل جمة بمقاطعتك للامور التي تعتقد أن لا جدوى في العمل بها.
كل هذا مقابل كم هائل من النصائح و الإرشادات، لن تستطيع معها صبراً، إذا لم تعمل بخاصية (عين ميكة و وذن عجينة)
لماذا !؟
لأنك سرعان ما ستعلم أنك لست بحاجة إلى إجبار نفسك على الانفتاح على الآخرين.
تجاهل النصائح المهنية،
لأن معظمهم لا يملكون أدنى فكرة عما يقولونه.
1 – هدرة خاوية:
لا تتقدم إلا للوظائف التي تنطبق عليك شروطها.
قائمة المؤهلات غالبًا هي صورة خيالية عن المرشح المثالي، كُتبت تحت نشوة الأمل، وكل مسؤولي التوظيف مدركين لضعف احتمالية وجود هذا المرشح. حتى أن دراسة أجرتها مدرسة هارفارد للأعمال على 26 مليون وظيفة شاغرة أشارت إلى أن %67 من هذه الوظائف تتطلب درجة بكالوريوس على الأقل، ولكن %16 من الذين تم توظيفهم فيها حقًا يحملون شهادة البكالوريوس ! فحال الصحافة فهاد الايام حيث أن من يؤدي وظيفة الإعلام طلعوا بلى إجازة بلى بطاقة بلى (أخلاقيات) الوقت هي بغاتهم ،غير إلى ما بغيتيش ،هو البغو باللسان الدارج، حب الصحافة, العشق الممنوع، هم لي بغاوهم، لأن لهم مؤهلات لم يدركها الوعي الجماعي إلا بعد وفاة الأوان.
2 – هدرة خاوية :
توظف في مجال شغفك ليصبح عملك جنة .
الحياة جُبلت على كدر، و الإنسان خلق في كبد، مهما كنت شغوفًا تجاه وظيفتك في النهاية ستجد نفسك بمواجهة الضغوط وقرب مواعيد التسليم وغيرها، وظيفة الأحلام فكرة غير واقعية، لكن الرضا الوظيفي يرتبط بمرونة ساعات العمل والراتب وثقافة بيئة العمل.
3 – هدرة خاوية :
لا تخليهم يقدرون يستغنون عنك”
لا يوجد موظف لا يمكن الاستغناء عنه، مهما عملت “بيديك و رجليك” لن يقف هذا بوجه تسريحك لو أرادت الشركة ذلك، فقط “عليك أن تدرك رأسك من رجليك” يمكن أن تغلق الشركة أي قسم لو رأت ذلك .
منظور أوسع
عليك فقط “التمسكك بالباب” وضع عين ميكة و وذن عجينة.
Comments ( 0 )