تحريض للتغيير : عن عدم اضطلاعنا على الأوضاع و عزوفنا عن القراءة..

لوحة فنية

تحريض للتغيير :
عن عدم اضطلاعنا على الأوضاع و عزوفنا عن القراءة..

 

رغم تعدد الوسائط ،لا تزال القراءة أحد أهم الادوات التي تمكننا من فهم واقع البلاد، و تحليل التحديات التي نواجهها أو بالأحرى التي تُوجِّهنا و تُواجِهنا ، لأننا في الأصل لا نزال في خانة المجتمعات التي لا تقرأ ،و نريد في نفس الوقت تحقيق التغيير. و مع ذلك فان الكثير من الأفراد يشعرون بالعزوف عن القراءة و يتجاهلون الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. ان عدم اضطلاعنا على أوضاعنا يعكس قلة الوعي و المشاركة المدنية ،بالمقابل كثرة الغوغاء و اللغو بما ليس لنا به علم ، و هو أمر يستدعي التحريض للتغيير .

الفجوة

تكمن خطورة اتساع الفجوة بين الاضطلاع و الجهل بأوضاع البلاد في التراجع عن واجب الحضور “المؤسس” و “الفاعل” و “المؤثر” في مواجهة مجازفات و رهانات اتساع الهوامش المتطرفة و هي “الهشة في مادتها” على أن تقف أمام قوة الجذب نحو الاعتدال و الوعي .

ما الذي يجعلك عاجزا عن المشاركة في صناعة التغيير!؟

تكريس الجهل !؟

تعيش الكثير من الفئات داخل المجتمع في دوامة الجهل المستمر،حيث يتم تكريسها عن طريق النظام التعليمي الغير كافي و الاعلام المحلي المُتحيز لرؤوس الفساد، هذا الجهل يعيق الفرد عن فهم حقيقة الأوضاع في منطقة الهامش و يجعله عاجزاً عن المشاركة في صناعة التغيير المنشود و المشاركة الفعّالة فيه.

وسائل الإعلام !؟

وسائل الإعلام و التلفزيون و و التواصل الاجتماعي بالنسبة للكثير من الأشخاص تضل المصدر الرئيسي للاخبار و المعلومات، و مع ذلك ، فإن هذه الوسائل غالبا ما تركز على مواضيع سطحية و ترفيهية بدلا من المسائل الجوهرية التي تؤثر في حياتهم اليومية ،و بالتالي فإن القراءة تبقى الوسيلة الأفضل للحصول على المعرفة الشاملة و العميقة عن أوضاع بلادهم و هوامشهم التي تتسع مع كثرة الملاهيات .

ضغوط الحياة !؟

يعيش الكثير منا حياة مشغولة و مليئة بالمسؤوليات و الضغوطات. قد يكون لدينا أعباء عمل و أسرة و مسؤوليات شخصية تشغل وقتنا و تخفض من قدرتنا على الاستفادة من القراءة و متابعة الأحداث ،وهذا بدوره يؤدي إلى تجاهلنا لأوضاع البلاد و ترك القراءة جانبا.

التكنولوجيا !؟

في عصر التكنولوجيا الحديثة و ما توفره من معلومة بقوالب مختلفة ،اصبح لدينا إشباع في الوصول إلى مصادر متنوعة من المعلومات ، و مع ذلك ، فإن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يشتت انتباهنا و يجعلنا ننغمس في أنشطة ترفيهية و استهلاكية تسبب اضطرابات سلوكية بدلا من البحث عن المعرفة و التفاعل مع الأوضاع السياسية و الاجتماعية التي تهمنا (الانترنيت أصبحت تبحث عنا و عن اهتماماتنا من خلال بحثنا و مشاركاتنا).

اذا كانت هذه بعض الأسباب وراء عزوفنا كمجتمع عن القراءة و الأسباب المحتملة لعدم اضطلاعنا كمواطنين على أوضاع البلاد ،تضل الحاجة ملحة لتغيير هذا الموقف، هو خطوة أساسية للانتقال من الهوامش نحو تحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعنا الفتي ،يجب علينا تحفيز القراءة و التحريض على أهمية الاضطلاع على الأوضاع و المشاركة في صناعة المستقبل .

إن القراءة تمنحنا القوة و المعرفة لفهم التحديات ،فليس العيب أن تكون على الهامش العيب كل العيب أن توسع الهامش.

منظور اوسع للآثار السلبية لعدم إلمامنا بالأوضاع و عزوفنا عن القراءة:

– ضياع الفرص:

عندما نتجاهل القراءة وعدم متابعة الأحداث والتحديات التي تعيشها البلاد، فإننا قد نفوت فرصًا هامة للمشاركة والتأثير في القرارات والتغييرات التي تحدث. قد يكون لدينا فرصة للمشاركة في النقاش العام، و فهم أكثر التوجهات قبل التصويت في الانتخابات، أو المساهمة في المبادرات المجتمعية. وبدون الاطلاع والمعرفة، قد نفقد هذه الفرص وندعم بدلاً من ذلك القرارات والسياسات التي لا تعكس مصالحنا الحقيقية.

– ضعف الوعي المجتمعي:

عدم اضطلاعنا على أوضاع بلادنا يؤدي إلى ضعف الوعي المجتمعي وعدم القدرة على تحديد المشكلات والتحديات التي نواجهها. قد ينتج عن ذلك تجاهل القضايا الهامة وعدم اتخاذ إجراءات لتحقيق التغيير. إن التغيير الإيجابي يحتاج إلى وعي جماعي ومشاركة من أفراد المجتمع، وهذا لن يتحقق بدون القراءة والتعلم من المهد الى اللحد.

ضياع الهوية الوطنية:

عندما نتجاهل أوضاع بلادنا، فإننا نفقد الفهم العميق لتاريخنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية. قراءة التاريخ والأدب والثقافة المحلية يعزز الانتماء والولاء لبلادنا، ويعطينا فهمًا أعمق للتحولات التي مرت بها والتحديات التي تضرب في عمق قيمنا بالوقت الحالي و التي ينتظر بعضها اعلان الحداد.

من اجل الحد الأدنى من المعرفة:

حافظت القراءة منذ القدم على ميزتها كوسيلة من الوسائل الأساسية للاطلاع على الواقع و توسيع المعرفة و استيعاب المعلومات عن الأوضاع بصورة أفضل .و تعزيز التفكير النقدي و التحليلي و فتح المجال لتتعلم كيفية تقييم الأفكار و الحجج و تطوير قدراتك التحليلية .

لتصبح اقوى..! إقرأ.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)