تحول أزمة منتصف العمر إلى بزنس. عن الاستثمار في البؤس..

تحول أزمة منتصف العمر إلى بزنس .

عن الاستثمار في البؤس..

 

 

هذا المقال ليس للتلاعب بافكار القارئ بقد ماهو فرصة لتسليط الضوء على بعض الظواهر المجتمعية .

 

في عالم متسارع لا ينتظر المتخلفين عن الركب، يكاد الواحد منا يختنق من شدة الركض، ما بين السعي وراء الطموحات المهنية، وتعزيز حياته الإجتماعية وبناء عائلة وبذلِ نفسه لها، تتحول الحياة لسلسلة من المهمات و الواجبات التي تنتظر الإنجاز، والكثافة العالية لهذه المهام وتكرارها، كفيل بجعل الإنسان يغفل عن ذاته و احيانا و تشويه صورته بالمجتمع.

 

لكن ما تلبث أن تجد نفسك بمواجهة سيل من الفوضى الداخلية حين الحصول على التقاعد، فالسعي الوظيفي يخفت و ينطفئ، الأصدقاء الذين أحببتهم يغادرون الحياة، والأطفال يبدأون بالركض في مضمارهم الخاص.

 

 

أزمة إنسانية؟

أم فرصة مالية؟

منظور رواد الأعمال لأزمة منتصف العمر:

 

يرى رواد الأعمال في مشاكل الحياة، فرصة للاستثمار المالي، إن كانت أزمة منتصف العمر تعني مواجهة فظائع الفقد والوحدة عند البعض، فإنها بالنسبة لرواد الأعمال، فرصة لتقديم خدمات، يتشوق إليها من فاتته في مقتبل حياته.

 

حياة بأثر رجعي

 

إن أفنيت عمرك في وظيفة خاطئة، ستجد بأن عدة صالات الشاي صممت برامج متخصصة للأشخاص الذين يودون بدء مهنة جديدة بعد التقاعد، إن كنت تصارع حزن الفقد، ستجد مجموعة مرشدين حياتيين على أتم الاستعداد لأخذك برحلة تأمل في سوق السيارات المستعملة و العقارات…، إن كنت تشعر بالخواء فهناك برامج مخصصة لملء حياتك بالمهام.. لكنها قائمة على:

 

“دفع طموحاتك لمستويات مدخراتك من تحويشة العمر”

 

 

السوق الجديد

 

ليست فقط مجرد محاولات انتهازية من أفراد وصوليين، لكنه سوق جديد يعد بربح مرضي لدرجة وجود شركات متخصصة فيه، على سبيل المثال:

 

مواقع بيع وشراء السيارات: وهي ببساطة شركات تبيعك أسلوب حياة يؤهلك لأن تكون “الشايب صائد جو الشباب” حيث تقدم عروض في عدة مواضيع تؤهلك لاحتمال الحياة و اكتشاف شغف جديد بالنصب و الاحتيال.

 

 

برامج روحانية: أطلق العديد من رواد الوساطة الروحية (الرقية الشرعية)برامج مخصصة للمتقاعدين بهدف إيجاد معناهم في الحياة؛ الجدير بالذكر بأن قيمة البرنامج قد تتخطى تكلفتها زيارة طبيب مختص ، أغلب هؤلاء الرواد استطاعوا مراكمة تجربة في الحياة استطاعوا من خلالها فهم المتاجرة في البؤساء..

 

 

جماعات القمة هي الأخرى بدأت بتقديم برامج مخصصة لمن قطعوا شوطًا في حياتهم المهنية ويودون تغيير مسارهم؛ يلتامون على كل وافد جديد لتقديم الارقام التي لم تظهر بعد على قائمة الفوز بالعاب القمار ،يظهرون لك من الربح قنطار و يسرقون راس مالك.

 

من منظور اوسع

 

العمر مجرد رقم، من حق كل أحد، أن يستمتع بلحظات عمره، فالحياة ليست قطارا، إذا فاتت محطة، لا نستطيع العودة إليها، لكن انتبه دائما إلى صورتك التي قد تضعها على المحك .

 

النصب_والاحتيال,

الشيخوخة,

الرقية_الشرعية,

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)