تفاؤل قلِق..!؟

تفاؤل قلِق..!؟

 

 

 

قد تنحدر من سلالة طويلة من القلقين بسبب تراكمات مجتمعية أو سياسية أو إقتصادية أو طبقية، لا يهم !. يمكن أن تسبب حكايات الجدات عن رواسب السِّيبة و الاستعمار و أشياء لم يكن بالإمكان السيطرة عليها بسنوات الرصاص مسببة لنقل العدوى لك، لتشعر بالقلق بشأن ما يمكن أن يحدث من أخطاء في المستقبل.

 

عندما كنا أطفالاً كنا قلقين بشأن أن تكون محبوبا، و في شبابنا عاودنا قَلقنا بشأن مسيرتنا المهنية و الأموال. أما بالنسبة لي كشخص في منتصف العمر، الأمر أيضا مُرتبط بفترات من القلق، فأنا الآن أقلق بشأن كل شيء بشكل أساسي، أصبحت إبن الشك و القلق اعتباراً لعملي الذي يضعني أمام مجموعة من الأسئلة المُقلقة و الإستفسارات حول الوضع المُقلق، لا كما كنت أقرأ لكافكا و سارتر و غيرهم من القَلقين، إذ لا فرصة اليوم للإسترخاء في الوقت الذي نعيش فيه الحروب و الانقلابات الكبرى على الثوابت و القيم القديمة، حتى أنني أصبحت أتظاهر بالقلق لإمتصاص نظرات القلق والتوتر عموما بالمحيط. بمعنى أصبحت اتضاهر بالقلق حتى خارج نوبات القلق.

 

أبدوا قلقا حتى لا أُتهم بالسعادة !

أبدوا قلقا حتى أحوز مكانة !

أبدوا قلقاً حتى لا أتهم بالراحة !

أبدو قلقاً لدرجة أبدوا فيها كأني أمُر من أزمة مالية !

أبدوا قلقاً لدرجة أتجاوز فيها كل القلق المنتشر بزوايا الدرب العاطل!

 

لقد تم وصفي بالمتشائم بعد الجائحة بسبب آراء متشائمة تجاه المستقبل الغالي، غالي علينا..!؟ ولكني أفضل أن أبقى واقعيًا. بعد كل شيء، هناك الكثير من الأخطاء في محيطنا ككل، والكثير مما يمكن أن يحدث بشكل خاطئ في الحياة.

 

لا يمكن اعتبار كل شيء مدعاة للقلق، لكن شعرت دائمًا دون وعي أنه إذا لم تكن مهتمًا، فأنت لا تنتبه. وبشكل عام، كصحفي، فإن السخرية أو على الأقل الشك هو جزء من متطلبات العمل، بكل الأحوال، لكن لم اذهب أبعد من ذلك حين تعرضت لسرقة هاتفي باليد المسلحة من طرف شخصين ليسوا على قائمة المشتبه بهم بقسم الشرطة، أصبحت أكثر حذرا على سلامتي من أن أكون قلقاً و انقل عدوى القلق، أصبح القلق مُقلقا لفترة. حتى أدركت أن القلق أصبح ذكاء عاطفي لحشد الدعم عند البعض.

 

في الوقت نفسه، كنت دائمًا أشعر بالغيرة قليلاً من المتفائلين الحذرين. من لن يكون؟ إنهم كذلك حتى لو حاولت إعادة صياغة السؤال . . . ستجدهم سعداء. لقد اتضح أن كونك متفائلًا هو الأفضل دون تعاطي مسكنات القلق.. تفائل.

 

لماذا !؟

 

يرتبط التفاؤل بالعديد من النتائج الإيجابية. حيث رصدت الدراسات في هذا السياق أن الأشخاص الذين يتبنون التفاؤل إلى الإستمتاع بوظيفة مناعية أفضل، وصحة قلب أفضل، وحتى نتائج صحية أكثر إيجابية. كما أنهم يعانون من أعراض جسدية أقل وألم أقل.

 

بالإضافة إلى كونهم أكثر صحة، تشير أيضًا بعض الدراسات إلى أن المتفائلين أكثر ثراءً، ويعيشون لفترة أطول، وأكثر نجاحًا في الحياة والعمل.

 

من منا لن يكون متفائلاً لو كان يتمتع بصحة جيدة، وأغنياء، وناجحين في العمل والعلاقات؟

 

هناك طرق حتى للمتشائمين لتغيير العقلية ،لم نعرف بعد من سبق للحياة الدجاجة ام البيضة، بعبارة أخرى هل يسبق التفاؤل الراحة، ام أن الراحة هي من تبعث على التفاؤل.

 

إعادة صياغة العقلية الإيجابية

 

عندما يقاطعك شخص ما في حركة المرور، يمكنك أن تصدق أنه أحمق أو يمكنك أن تصدق أنه من الممكن أن يكون متسرعًا لأن لديه حالة طارئة. كذلك الأمر بالنسبة لمن تعرضوا لك باليد المسلحة أمام منزلك.

 

تكمن إحدى الأساليب الفعالة أيضا هو تمرين “النِعم الثلاث” الذي قام به والد علم النفس الإيجابي مارتن سيليجمان. الفكرة بسيطة وقريبة من مذكرات الإمتنان التي لفت انتباهنا إليها لسنوات عديدة. كل يوم، أُكتب ثلاثة أشياء سارت بشكل جيد معك. الفكرة هي أن معظم الناس يشكون كثيرًا ولا يدركون في كثير من الأحيان أنهم يفعلون ذلك، والترياق للشكوى هو الامتنان.

 

خطوات للتدريب على التفاؤل:

 

قم بتغيير عقليتك من التشاؤم نحو التفاؤل و أرصد التحولات

 

– اقلب المخاوف بشأن المخاطر إلى سؤال إيجابي. “ما أسوء شيئ يمكنه الحصول؟” يصبح السؤال “ما هي أفضل النتائج الممكنة؟”.

– شارك وجهة نظرك المتفائلة مع الآخرين. فعندما نكرر الأشياء بصوت عالٍ، فإننا نتجاوز القزم الصغير الذي يقف على أكتافنا ويهمس في آذاننا بآراء متشائمة.

– أحط نفسك بالأشخاص المتفائلين والأخبار. تحدى التعليقات ووجهات النظر السلبية عند مواجهتها.

 

منظور أوسع:

 

إن التفاؤل أمر صعب. لكن حين تفكر في فوائد التفاؤل، فإن ذلك يجعل الأمر يستحق كل هذا القلق.

 

,

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)