تونس: الإفراج عن معتقلي الرأي وتدابير قانونية جديدة لتنظيم النشر الإلكتروني

تونس: الإفراج عن معتقلي الرأي وتدابير قانونية جديدة لتنظيم النشر الإلكتروني

 

 

 

وقّع الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم الاربعاء 24 جويلية 2024 أمرا يتعلق بمنح عفو رئاسي خاص عملا بأحكام الفصل 99 من الدستور، و يقضي القرار الرئاسي الاخير بإسقاط العقاب عن عدد من المعتقلين ارتكبوا جرائم تتعلق بنشر آراء على صفحات التواصل الاجتماعي.

 

ولم يستثن العفو الرئاسي سوى من تمّ الحكم عليهم لا على أساس الآراء و التدوينات التي تمّ نشرها ولكن بناء على جرائم أخرى تمت إثارة تبعاتها ضد مرتكبيها إما من قبل النيابة العمومية وإما بناء على دعاوى رفعها متقاضون تتصل بغيرها من الأفعال التي يجرّمها القانون التونسي.

 

هذا و أصدر الرئيس حسب ما تداولته الصحافة التونسية يوم الخميس عددا من الأوامر تقضي بإسقاط العقاب أو الحط منه بالنسبة لــ 1727 محكوما عليهم مما أفضى إلى الافراج عن 233 منهم.

 

و ارتباطا بسياق حريات التعبير في بلاد ثورة الياسمين، لا يزال المرسوم 54 يثير الكثير من المخاوف في أوساط الحقوقيين ، بسبب كثرة الأشخاص اللذين تم اعتقالهم بسبب تدويناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

حالات الإعتقال غالبًا ما تكون نتيجة لنشر محتوى يُعتبر مخالفًا للقوانين أو ضارًا بالمصلحة العامة.

و هو وضع أثار الكثير من النقاش حول حدود حرية التعبير وضرورة وجود ضوابط تنظيمية تتوازن بين الحفاظ على الأمن العام وحماية الحقوق الفردية.

 

جدير بالذكر هنا أن المرسوم 54 دعى إلى وضع ضوابط جديدة للنشر الإلكتروني، مع التركيز على مكافحة الأخبار الزائفة والمحتوى الذي يُعتبر تهديدًا للأمن العام. كما يتضمن المرسوم بنودًا تفرض عقوبات صارمة، تصل إلى السجن، على من يثبت تورطهم في نشر محتوى يُعتبر مخالفًا للقوانين التونسية أو ضارًا بالمصلحة العامة للبلاد.

 

لكن بالمقابل تتباين ردود فعل الحقوقيين و السياسيين حول المرسوم 54 بين مؤيدين ومعارضين:

المؤيدون يرون أنه خطوة مهمة نحو تنظيم الفضاء الرقمي وضمان الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم في حماية المجتمع من المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.

مقابل معارضين عبروا عن مخاوفهم من احتمال استخدام هذا المرسوم كأداة لقمع الأصوات المعارضة وتقييد حرية التعبير.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .