جيل Z أمام التَّرقية….على المُشغل تقديم ما هو أعمق من المسمى الوظيفي !؟
منذ عقود كان من البديهي أن النمو المهني مرتبط بالترقيات، فكلما بذلت جهدًا أكبر زادت فرصك بالحصول على الترقية المنشودة، بلحس الكابة لمُفتشك أو مديرك أو من يُقيِّم مردوديتك بالنقاط أو بجهودك أو بانتمائك النقابي أو الحزبي أو ببصمتك في العمل ،لا يهم… وحين تُرقى تعتبرها إشارة ضمنية على نجاحك ورضى مؤسستك عنك.
موت البديهيات
كالعادة أتى جيل زد بما لم يأتِ به آبائهم، تغيرت بالطبع السياسات مع هذا الوافد الجديد للوظيفة، و بعد دراسة سوق الموارد البشرية أمام الكم الهائل من الخريجين و الفرص الجديدة مع مهن المستقبل، فلم يجرد الجيل الصاعد الترقية من كونها حلمًا فقط، بل جعلها “قرارًا” لا هِبَة! يمكن بل يفضل رفضه، “من الآخِر إذا جاتك الترقية تستخير قبل لا تسجد سجدة الشكر” هكذا هم يفكرون.
لماذا ؟
تنوعت السبل والنتيجة واحدة، فلكلٍ منهم مبررات مختلفة ولكن هذه أبرز الأسباب:
– بُعد النظر:
أحد المبررات الشائعة هي أن الترقيات تعيق تقدمهن المهني! فالمزيد من المسؤوليات يعني مزيدًا من الضغط يعني قليلًا من الوقت والطاقة للتفكير بالخطوات القادمة، وهكذا لو قبلت أول ترقية تتاح لك، ستقضي بقية مسارك المهني لاهثًا في مضمار لا تعلم مدى جديتك حوله وستعيق فرصة تسخير شبابك للتجربة والاستكشاف! هكذا يفكرون!؟
– غسلوا أيديهم عن المسؤوليات:
الإدارة بشكلها الحالي تُصنف من أبناء جيل زد كـ”حضانة” فهم يجادلون بأن قبولك للترقية يعني توليك مسؤولية كل من هم تحت قيادتك، وبالتالي لا يمكنك تسخير جهدك العقلي لحل مشاكلك ونموك الشخصي بل عليك التفكير عن كل مرؤوسيك، وجيلنا العزيز يميل لنبذ أفكار التضحية بالذات في سبيل الجماعة. وهكذا على الرغم من المظاهرات و الشعارات التي تلت تسقيف الوظيفة في سن الزين فالثلاثين.
– و البعض الآخر يقول ناقص مهمة ناقص مشكلة..
الوضع الاجتماعي والاقتصادي محليا و عالميا”مترهل” فالبعض أصبح يعمل بوظيفتين، وآخرون يستثمرون في حياتهم الأكاديمية والمهنية بالتوازي، ولا ننسى الوالدين العاملين اللذان لا تتاح لهما فرصة رؤية أطفالها إلا آخر اليوم؛ لذا نجد مبرر لقولهم ” لا أريد الترقية” شائعًا، فببساطة المسؤولية أكبر بكثير مما يمكنهم تحمله، والمقابل المادي أحيانًا يمكن سدّه بوظيفة جانبية بأدنى جهد ذهني على أمازون أو تيك توك أو تطبيقات السياقة و العياقة.
منظور أوسع:
جيل زد ليس جيلًا كسولُا ولا مناهضًا لقيم الجد والاجتهاد و البناء، لكنهم ببساطة “مطرطقين عينيهم و حاسبينها صح!” مما يعني أن على الحكومات و المؤسسات تقديم ما هو أعمق من المسمى الوظيفي أعمق من الموارد البشرية أعمق من المتعاونين.
Comments ( 0 )