حظيرة المحيط …

حظيرة المحيط …

هكذا و صفها أحد مسؤولي مؤسسة SAFI VISION بل كما أراد لها ربما برؤيتهم المستقبلية لحاضرة المحيط آسفي ، حتى كادت مذيعة France 24 أن تنفجر بالضحك في وجهه بأحد البرامج الحوارية،حاول أن يشرح لها رؤية مؤسساتهم لمدينة الالفية مستقبلا ،مدينة منفتحة على محيطها و على القارة الأفريقية ،حين كانت اشهارات هذه المؤسسة تضخ الامل على لوحات ملعب المسيرة البلدي ،كان هذا قبل أربع سنوات ،لكن المدينة لم يصلها حتى اليوم من القارة سوى قوافل الشاحنات و الحافلات المحملة بمهاجرين من جنوب الصحراء ليلا .

تتواصل أزمة تدبير النفايات في حاضرة المحيط، بتعدد أسبابها لكن النتيجة واحدة، انتشار القمامة في الشوارع وتراكمها يومياً وتفاقم تداعياتها الصحية والبيئية.

تتراكم النفايات في الشارع الرئيسي المطل على المحيط (شارع كيندي) أمام مركز تحاقن الدم بالمستشفى الإقليمي و على مرمى حجر من مؤسسة فندقية مصنفة بملكية أحد البرلمانيين المحترمين ،و ذلك امام عجز المسؤوليين عن معالجة الأزمة، بعد فترة قصيرة من انتهاء جلسة المجلس البلدي المنتخب. واتهام (السياسيين ) لبعضهم البعض بالفساد والفشل الذريع وخدمة مصالح شخصية وضيقة لا تمت بصلة بقيم المواطنة والمسؤولية، مدججين في حججهم باتباعهم من (صحفيين) و (حقوققين) ومطالبتهم بمحاسبة المسؤوليين عن ملف الأزمة وأزمات اجتماعية واقتصادية أخرى.

مشكل تراكم الأزبال اليوم الاحد الخامس من مارس، يرتبط أساساً بعامل التدبير المفوض، إذ فاقم تراخي المراقبين للشوارع و اهتمامهم بأخبار المقاهي و صالات الشاي و انغماس المسؤولين في تدبير مشاريعهم الخاصة، سبّب الإحباط للساكنة ،متنكرين لمحاولاتهم الاستمتاع بهواء الصباح المتصاعد من التلال المطلة على المحيط ، فقط (نابشوا القمامة) البوعارة من يحاولون كسب بعض القوت لأبنائهم و ماشيتهم عبر جولة صباحية بالمدينة على الحاويات التي كلفت ميزانية المدينة ملايين الدراهم.
حاولنا ربط الإتصال بالمسؤولين صبيحة هذا الأحد لكن تفحصنا للميزانية المخصصة للنظافة ،و متابعتنا لأطوار آخر جلسة بالمجلس أجابنا المنطق بأن العذر سيكون بلى شك أقبح من الزلة التي كانت ستسبب في كسر عضامنا على الرصيف المقابل للمستشفى جراء بقايا الموز و بعض المستلزمات الطبية المستعملة .

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)