دعوة مقاطعة ..حب في زمن الكولرا.

هشام الحو

يبدوا أن عبارات الحب المتبادل على عبوات كعكة العلامة التجارية المشهورة لدى المغاربة ،لم تنل ذالك الاقبال المنتظر من الحملة الإشهارية ،بعد إعلان مجموعات على منصات التواصل مقاطعة منتوجات الشركة الرائدة بالصناعات الغدائية.
فقبل أيام قليلة من عيد الحب ،  اختارت شركة Merendina تعديل عبوتها من خلال استغلال موضوع الحب. على العبوة الجديدة للكيكات الصغيرة المليئة بالشوكولاتة من هذه الماركة الشهيرة ، المعروفة لدى المغاربة ،

رسائل حب  دارجة أثارت جدل بمواقع التواصل ، بعد دعوة للمقاطعة بسبب عبارات”كان بغيك ” و “تواحاشتك” و “أنا وياك واحد” و  الكثير من المشاعر ، التي تم التعبير عنها أيضًا بالدارجة على كعكات بيمو الصغيرة المليئة بالشوكولاتة ،عبارات لم يستسغها الجمهور رغم شيوعها ،لكن على ما يبدوا أنها استفزت مشاعر و ذكاء الجمهور المحافظ و الرافض  لإشاعة مثل هذه الثقافة و سط الاطفال و المراهقين .
مستجد دفع مجموعة من البقالين المغاربة على فيسبوك إلى إعلان مقاطعة هذا المنتج، و يتابع منشور لأحدهم الحملة الجديدة للمقاطعة بتدوينة متسائلا “كيف تريدها أن تمطر؟” ، والذي يرى في مثل هذه الحملة الإعلانية التسويقية وسيلة تتسبب في الغضب الإلهي وبالتالي عدم هطول المطر.
عبارات غير لائقة بتدوينة أخرى لاحد منتقدي هذا الاشهار بحجة ان غالبية مستهلكي هذا المنتج الغذائي هم من الأطفال.
اسحبوا هذا المنتج الفاسد من السوق لأنه يقوض القيم المحافظة للبلد يقول آخر ،كما يتم تداول ملصق على شبكة الإنترنت يحمل شعار “غير المتعلمين سنثقفهم” … بعبارة أخرى ، فإن التعبير عن الحب سيكون نقصًا في التعليم إن صح التعبير .
كما تدخلت مجموعة أخرى عبر تويتر تسمي نفسها “الخارجين عن القانون” في هذا الجدل بالتذكير بأن الحب ليس جريمة.
و لتذكير فليست هي  أول حملة حب تشهرها الشركة عبر منتجاتها ،ففي  عام 2020 ، غيرت الشركة من غلاف منتجها و هويتها المرئية بنفس المناسبة،و قدمت آنذاك للمستهلكين أغنية حب موقعة من Dizzy Dros ، بعنوان “خلي قلبك يدوب” .
لكن حملة هذه السنة كانت أكثر جدل ربما لتغير مجموعة من المعطيات و الأحداث ،دفعت المقاطعين إلى الاقتراب من رواية غابريال غارسيا ماركيز (حب في زمن الكوليرا) حيث يتحول الحب  لمسار معقد يأخذ فيه فلورينتينو أريثا دور العاشق الولهان، بينما تأخذ فيرمينا داثا دور الفتاة التي يمنعها والدها عن الحب، ويسد كل المنافذ والطرقات التي تؤدي إليه.الرواية التي صدرت عام 1985، أحدثت لحظة صدورها نقلة نوعية في النظر إلى العلاقات العاطفية داخل الأعمال الأدبية من كونها سلعة أدبية رخيصة، الهدف منها إثارة مشاعر القراء، إلى قيمة أدبية فنية لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، وبات قطاع كبير من النقاد يعتقدون مقدرة الروايات الغرامية على البقاء لفترة طويلة، واستطاعتها إحداث تأثير قوي في العلاقات العاطفية حينما تتناول الحب كقيمة عليا تسيطر على حياة الأفراد، وتصحبهم في رحلة العمر الطويلة من أجل الاستمتاع بسحر الحب وعذاباته، بعيدا عن الغوغاء.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)