ذكرى تأسيس (UMT) تاريخ نشأة حركة نضالية من رحم الوطنية لمحاربة تبعية المستعمر.

ذكرى تأسيس (UMT) تاريخ نشأة حركة نضالية من رحم الوطنية لمحاربة تبعية المستعمر.

 

خلد الاتحاد المغربي للشغل ذكرى تأسيسه الـ 68 بمتحفه الذي يشهد على سنوات الكفاح و النضال و الوفاء للمبادئ التي أسس من أجلها الاتحاد ،لخدمة الطبقة العاملة المغربية و الجماهير الشعبية التي خاضت معركة النضال ضد المستعمر رفقة المغفور له محمد الخامس، اللذي ماكان له إلا أن يخلد ذكرى هذا الكفاح بمنح مقر المقيم العام الفرنسي للطبقة الشغيلة ،و التي استخدمته مقرا لمواصلة تأطير الطبقة العاملة تحت مسمى UMT (الاتحاد المغربي للشغل).

تاريخ نشأة العمل النقابي بالمغرب الكبير.

كانت قصة نشأة الاتحاد مضطربة ومعقدة ، لا سيما أنها حدثت إبان حقبة الحماية الفرنسية التي عاشها المغرب، حيث تم وضع مجموعتين بشريتين من الطبقة العاملة جنبًا إلى جنب ، ومتميزتان في الأصول و التكوين ودرجة التنمية الاقتصادية والتقاليد و العقليات ، والوضع القانوني والسياسي الذي يميز بين المديرين و العمال في النسيج المجتمعي للقوى الحية (الطبقة الشغيلة).

كانت الحركات العمالية داخل المغرب في الأصل ولسنوات عديدة حركة للعمال الفرنسيين المقيمين. لما حملوه من مفهوم تجلى في تضامن العمال ، الذي نشأ في نضالات سابقة ضد أرباب العمل في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وهو المفهوم التي عبرت عنه الاشتراكيات المختلفة اللتي ثُبتت في مبادئ النقابات العمالية عبر العالم.

كان الزخم داخل العمل النقابي بالمغرب في أوجه مع هزيمة فرنسا إبان الحرب العالمية، كا ن المقيمون بالمغرب من فرنسا و ايطاليا(الهاربون من الفاشية) وحتى القادمون من شرق المملكة (المقاطات الفرنسية 91-92 -93-94) نحو المغرب و حتى من هاجروا إلى فرنسا من المغرب للعمل باعادة بناء فرنسا التي اجتاحتها النازية ،بحاجة إلى التجمع معًا للدفاع عن أنفسهم أمام أرباب العمل.كذلك كان الوضع بفرنسا بعد أن احس عمال المغرب الكبير هناك بالميز العنصري الذي تغدى من مقالات الصحف و الملفات البوليسية التي وجدت في تسمية “maghrébine” (العمال من شمال افريقيا) مرادفا لكلمة مشتبه به ،خاصة بعد استقلال كل من تونس و المغرب.

لا تزال أسماء هؤلاء النقابيين مدونة بمتحف UMT, بالقدر الذي تظهر معه أصولهم ، وقناعاتهم النضالية،

كذلك حصل الأمر مع العمال المغاربة بعدما سخرت السلطات الاستعمارية قواها لمنع عمل المنظمات النقابية بتدميرها من خلال الضربات القوية المتتالية في العام 1948.

ليتشكل بعدها الوعي و النضال لدى الطبقة الشغيلة بعدما اختلط عليها القمع الاقتصادي و السياسي للمستعمر ، خاصة بعد مؤتمر نوفمبر 1950 ، اللذي تلته أولى تحركات الوعي النقابي ،بظهور مظاهرات 7 و 8 ديسمبر 1952 كعلامة احتجاج على أنظمة القهر الاستعماري والتضامن مع الشغيلة التونسية بعد اغتيال زعيمها فرحات حشاد ، الذي شكل اغتياله شعورا وطنيا انتشر وسط الشعب المغربي.
كانت النتائج المباشرة لأحداث ديسمبر اعتقال نقابيين ونشطاء سياسيين مغاربة ، واعتقال ثم طرد 40 ناشطا فرنسيا ، وحل الاتحاد العام للنقابات وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي المغربي.
حُضرت الأحزاب السياسية ، ودمرت منظماتها النقابية ، واعتقل زعماؤها وطردوا ، والتزمت الطبقة العاملة المغربية ، وأهالي المدن الأطلسية و الداخل والارياف ، بحزم بالنضال من أجل الاستقلال ولعبت دورًا حاسمًا في المقاومة الحضرية بين ( 1953-1955).

– 1953/1955نشأة UMT (الاتحاد المغربي للشغل) 20 مارس 1955

في فبراير 1953 ، سمح لاتحادات CGT لموظفي الخدمة المدنية وعمال السكك الحديدية ومكاتب البريد وقوى الإضاءة والقيادة بإعادة تشكيل نفسها. لكنهم أعادوا تجميعهم في كارتل للخدمات العامة ، ولم يتوقفوا ، رغم التهديدات ، عن النضال من أجل رفع الأجور والمكافآت ، والمطالبة بالحق النقابي للجميع ، وإطلاق سراح أو عودة وإعادة دمج جميع النشطاء الذين تم سجنهم أو طردهم. كما طالبوا بفتح مفاوضات مع ممثلين حقيقيين للشعب المغربي لإحلال السلام في المغرب الكبير و نيل الاستقلال.

في سبتمبر 1954 ، تم الإفراج عن نشطاء نقابيين وسياسيين أعضاء في حزب الاستقلال أثناء وبعد أحداث الدار البيضاء التي اتهموا فيها بالتآمر ضد الأمن الداخلي والخارجي .
و أطلق مناضلو UGSCM السابق ، بعد الحصول على دعم الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة ، CISL ، ومن خلال هذا ، من المراكز النقابية الأمريكية الكبرى أيضا في 5 يناير 1955 ، بيانًا يدعو إلى إنشاء المركز الوطني المغربي التابع للاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة.
تم تشكيل عدد قليل من نوى النقابات الحضرية حينها و اجتمع مندوبوها سرا في كازا بلانكا العاصمة الاقتصادية للمغرب في 20 مارس 1955 ، لتشكيل UMT (الاتحاد المغربي للشغل).
بعد إعادة تشكيل النقابات الفعالة شُكلت بأبريل 1955 “لجنة تحضيرية لإنشاء مركز وطني ديمقراطي”. تم الاعتراف باستقلال المغرب بعدها ، وقررت جميع منظمات ‏UGSCM بين ديسمبر 1955 – يناير 1956 الانضمام إلى UMT.‏

من منظور اوسع :

قبل الاستقلال كان مناضلوا العمل النقابي حجر زاوية في الحركة الوطنية التي قادت العمل المسلح ضد المستعمر و مصالحه الحيوية ،لينتقل العمل النقابي في بداياته بعد استقلال البلاد إلى عملية البناء و تأطير الطبقة الشغيلة نحو مغرب الحريات و الحقوق من على دراجة كانت تترد على معمل السكر .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)