رقصة الكذب وهموم الحقيقة: رحلة فلسفية في عالم الدراما
نحتاج الكثير من الكذب لكي نعيش، عنوان نص مسرحي للدكتور وللدراماتورج كمال الخلادي ، الذي يجعلنا نتأمل ونتجرعه، ونحن نحاول مناقشة مفهوم الحقيقة تلك التي تجعلنا، نخطط وندرس خطوات التكلم، هذه الحقيقة التي بحث عنها ويبحثون ولا زال البحث مستمرا ولم نجدها، لماذا نحتاج من الناس يقولون عنا أشياء لا تشبهنا، دعونا نركز ونقول إننا في عصر الكذب، ونحتاج في حياتنا للمنافقين الذين سيجعلونك آلهتهم المعظمة لكي تكون حيا بين الآخرين، فأنا لم أقرأ ولم أشاهد هذا النص والعرض المسرحي، لكنه جعلني أطرح أسئلة كثيرة حول ماهية وجودنا وتفكيرنا الذي لا نود منه إلا أن يكون عنوانه الأبرز التملق والتودد لشخوصنا، لماذا هذه الكولونيالية الاستعمارية الإمبريالية التي نود منها تظل لصيقة ومرتبطة بنا كارتباط المرأة بالرجل، وسلطوية الطائر المربوط في القفص والمعتقدات التي لا تكفينا لنكون قادرين على تحليل الشخوص.
عندما حدثنا لالاند عن الحقيقية قال لنا إنه يجب علينا أن نبرهن عليها لنكون واعين بما نفعل به ولا نحكم على الشيء، ولكننا وبصفتنا وتصورات الآخرين علينا قلنا الحقيقة ببراهين وحجج ولن يقدر العقل على استيعابها والسبب يتجلى فقط كوننا نطقنا بأشياء بالنسبة لنا حقيقية.
الحقيقة تجعلنا أحيانا أو دائما أولئك الناس المغضوب عليهم، وهو في الأصل أن الحقيقة بمعناها المجرد هي واقع بالأساس والواقع قبل أن ينتقل إلى ما هو عليه فهو عبارة عن خيال، ذلك الخيال الذي يكون فقط في خيالنا ولم يقدر أي كان على ترجمته سوى محسوسات وهذا ما تكلم عنه أفلاطون عندما قسم الحقيقة وهو ذلك العالم الزائف الناقص وهو الذي يحتاجه الناس.
إذن من نحن؟ لنقول الحقيقة، يجب علينا أن نخالف التعاليم الربانية (للهندوس رب يحميهم كما للمسلمين رب معهم) الله خالق العالمين تكلم عن الحقيقة من منظور بسيط، في مقال معنون ب ” مفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي عند علماء الكلام “للكاتب جميل حمداوي، يحيلنا إلى هذا المفهوم ويقول إن في البداية مفهوم شائك، فهي لغة تعبر على الثبات والاستقرار وفي معجم” لسان العرب “عبارة عن الحق والصدق والصحة واليقين، إلا أن مفهوما ثابتا لهذه الكلمة في اختلاف كبير خاصة عند أحزاب الإسلام، فوقع خلط ما بين المرجئة والشيعة والخوارج والمعتزلة والماتريدية والأشاعرة، كل هذا الاختلاف العقدي عند المسلمين لمفهوم الحقيقة أدى إلى ميلاد الصوفية هناك من يرى أن الحقيقة هي تجلي الذات الإلهية في المخلوقات وهناك من يرى أن الله لا نراه ولكنه يرانا، إذنا فما الحقيقة التي نبحث عنها؟ لحدود الساعة منذ العصور الغابرة ونبحث عن الحقيقة وهناك من أسس فكره على هذا المفهوم، وما ضد الحقيقة؟ أ هو الكذب أم النفاق،” بالكذب يتزين أهل النفاق ”
قد نكون لم نستوعب بعد المعنى الحقيقي للحقيقة كونه نسبي وجدلي حسب الفكر الهيجلي في أبسط تفسيراته، ولكن ماذا تريدوننا أن نفعل لنكون أسوياء معكم؟ هل ننافق؟ نكذب؟ لا تتناظروا منا هذا فالأبيض أبيض والأسود أسود، دعونا نقل إن الحقيقة هي حكم بالإعدام على أرواحنا التي تبوح بما نحسه، فهنا سنكون نبحث عن المدينة الفاضلة الأفلاطونية، وفي نفس الوقت سنكون مارسنا نوعا من “الكاتارسيس” الأرسطي الذي يجب على الكل أن يتذوق نوعا من العذاب ليستشعر ماهية الحياة والتالي معنى الحقيقة التي في الأصل ليس هنا وجودا لها، إذن يا أيها الناس هل تسمحون لنا بالبوح بحقيقتنا التي حرمتموها علينا؟
تعليقات ( 0 )