صحافي إسرائيلي يطالب بوقف الحرب على الأبرياء العزل
تسببت الحرب بغزة في دمار هائل وخسائر بشرية فادحة حتى الساعة، وللأسف فإن غالبية الضحايا فيها هم الأبرياء العزل، الذين يعيشون في المناطق المعرضة للقصف. يتعرضون للقتل والجرح والتشريد والمعاناة النفسية، وتضرر حياتهم ومصادر رزقهم،كما هي الصور التي تنقل لنا يوميا على القنوات الفضائية الغربية المؤيدة للكيان الصهيوني.
تحاول إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين حشد الدعم الإعلامي لصالحها حتى لو اضطرت في ذلك إلى إخراس الأصوات و العدسات كما فعلت مع الصحفية شرين ابو عاقلة التي راحت ضحية رصاص الاحتلال خلال تغطيتها الإعلامية لإحدى الاشتباكات، لكن الأصوات الحرة و التي تحتفظ بحسها الإنساني و تصون صاحبة الجلالة من قوة الاستقطاب المغري ،تضل صوت الحق في وقت تتجادب فيه الايديولوجيات التي تمنع التفكير و تدعو للتملق و الانحياز .
للصحافين أن يلعبوا دورًا حاسمًا في إلقاء الضوء على هذه المأساة الإنسانية في غزة والدفع نحو وقف الحرب وحماية حياة الأبرياء.
كما يتمتع الصحافيون بقوة الكلمة وقدرتهم على التأثير في الرأي العام وإحداث التغيير. عندما يتعرض الأبرياء للظلم والاضطهاد في بعض الحالات كالحرب الدائرة بالأراضي الفلسطينية، ينبغي على الصحافيين الوقوف بجانبهم ونقل قصصهم ومعاناتهم إلى العالم.
و هذا ما استطاع فعله الصحافي الإسرائيلي جدعون لييفي على افتتاحية haaretz الإسرائيلية في افتتاحية 19 اكتوبر ،بعد أن طالب بلاده بوقف الحرب على غزة.
مطالبا بوقف حمام الدم على الفور؛ مؤكدا أن هذه الحرب لا تؤدي إلى أي مكان جيد. يمكن الرد على المجازر بمجازر، ولكن حتى المذبحة الرهيبة مثل تلك التي ارتكبت في جنوب إسرائيل لا يمكن أن تبرر ما يليها، بلا حدود، بقول جدعون ليفي .
مضيفاً” بل إن مجزرة فظيعة قد تكون قادرة على تبرير مجزرة فظيعة أخرى إذا كان لها هدف آخر غير العقاب والانتقام، وإذا كان هذا الهدف مشروعا وقابلا للتحقيق. لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للحرب في قطاع غزة، التي ليس لها هدف واضح وواقعي، وبالتأكيد ليس لديها إجابة على سؤال ماذا سيحدث في اليوم التالي” .
يمكن للصحافي أن يقوم بعملية التوثيق وجمع الحقائق ونشرها بكل شفافية وموضوعية، وهكذا يمكنهم إحداث تأثير حقيقي في انتشار الوعي وتحقيق التغيير.
لكن حتى و إن اعتبرنا اسرائيل دولة ديمقراطية تحافظ على حرية تعبير صحفييها ،يمكن النظر للافتتاحية Haaretz من زاوية أخرى ومن وجهة نظر الصحفي بعد أن أدرك و بلا شك أن العنف الحالي الذي تمارسه إسرائيل تجاوز مفهوم الحرب التقليدية المتعارف عليها بالمواثيق الدولية ،لان اسرائيل اليوم بدأت في تسجيل جرائم حرب باستهدافها للمستشفيات والمراكز الصحية و المدنيين العزل ،كما أن الخطة المعمول بها في هذه الحرب كما يقول جيرانها بالمنطقة تسعى لتهجيير الفلسطينيين من القطاع نحو مصر أو الاردن.
من منظور اوسع:
لا يمكن تسمية العنف الإسرائيلي الحالي على الفلسطينيين بالحرب، لأن الاستراتيجية الصهيونية الآن تعمل على تنفيد خطة تهجير قصري “تطهير عرقي” ،يمكن أن ينحوا باتجاه حرب إقليمية أو دولية ستعصف دون شك بالمنطقة بما فيها مستقبل اسرائيل و الاسرائيليين بمن فيهم الصحفي الذي طالب بالوقف الفوري للحرب على قطاع غزة.
Comments ( 0 )