ضحايا القرى الجبلية في حاجة لتنويع طرق الإغاثة أمام هول الدمار .
بعد اليوم الثالث على وقوع الزلزال القوي الذي هز سكينة المغرب. ومع وقوع مركز الزلزال في جبال الأطلس مسببا أضرارا هيكلية لحقت بوسط المدينة العتيقة لمراكش، فمن المرجح أن يؤدي الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة إلى مقتل الآلاف.اخدا بعين الاعتبار ضروف الهشاشة التي عمرت لسنوات بهذه المناطق القروية المنتشرة على تضاريس وعرة .
و مع أخذ هذه الأحداث الأخيرة في الاعتبار، و الهلع الذي أصاب ساكنة باقي المدن ، يبدوا المشهد الذي تنقله وسائل الاتصال المتاحة حتى الآن أكثر رعبا بالمناطق الجبلية و الجماعات القروية بمحيط مراكش و تارودانت و ورزازات و شيشاوة، حيث البنيات التحتية و السكن يعدان ترفا بهذه المناطق التي يصعب الوصول إليها حتى بالاوقات العادية.
دوار تمزممان ، جماعة إغيل / دوار تولكين / جماعة ازكو / جماعة ثلاث نيعقوب / جماعات ورزازات القروية / دوار تمزميرة / اغرم نوكدال/ خزامة / امي نولان / تديلي ..و شيشاوة ضواحي امنتانوت/ دواوير آيت شعيب و الجماعات القروية بتارودانت و إقليم الحوز خاصة بالمرتفعات ….
و العديد من المناطق المنكوبة التي تواصل إطلاق نداءات استغاثة بعد انقطاع الاتصال و الكهرباء و نفاذ مخزون الماء و التغذية بهذه المناطق التي تعتمد غالبيتها على فلاحة معيشية لا تكفي في جميع الظروف الاعتيادية لتغطية حاجيات باقي الأسبوع.
تواصل عمليات توزيع المساعدات وعمليات الإنقاذ في القرى الجبلية صعبة التسلق التي تعرضت لزلزال مدمر تعتبر تحديًا كبيرًا حتى أمام فرق الهندسة المدنية التي التحقت بعين المكان لفتح الطرقات بعد تجنيد فرق عسكرية مختصة، تسارع الزمن في وقت لا تزال إمكانيات العثور على ناجين قائمة.
فعلى الرغم من الصعوبات الجغرافية والطرق الوعرة، تجد جهود توفير المساعدة والدعم للسكان المتضررين تحديا أمام تسارع الوقت وفقدان الإتصال مع سكان المناطق الجبلية الوعرة .
في هذا المقال، لن نزايد على طرق توزيع المساعدات وعمليات الإنقاذ المتبعة حاليا ،و التي ابان فيها الشعب المغربي على روح عالية من المسؤولية اتجاه إخوانهم بالمغرب العميق ، لكن الجهود و التضامن حتى الآن تجد صعوبة بالوصول إلى الأماكن النائية والصعبة .
لا يزال تقييم الأضرار وتحديد الأولويات من أبرز التحديات امام فرق الإنقاذ و المتطوعين،
و التي تتطلب إجراء تقييم اولي شامل للأضرار وتحديد الأماكن التي تحتاج إلى المساعدة بشكل عاجل.
كما أن المجتمع المحلي مجبر على تنظيم الصفوف للعمل مع الفرق المتخصصة من مهندسين وخبراء في الإغاثة لتقييم الأضرار وتحديد الأولويات وفقًا للحاجات الأساسية مثل المأوى والغذاء والماء والرعاية الصحية.
إنشاء مراكز توزيع الإمدادات و توفير الخيام بعد تحديد الأولويات، لتجنب الفوضى في توزيع الإمدادات في المناطق الاستراتيجية. يجب أن تكون هذه المراكز مجهزة بالمواد الأساسية مثل الأغذية والمياه والأدوية والخيام مع احتمالية سقوط الأمطار بهذا الفصل. كما يجب أن تعمل هذه المراكز بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لضمان توفير الموارد اللازمة.
استخدام وسائل النقل البديلة أصبح ضروريا نظرًا لأن الطرق الطبيعية أصبحت غير صالحة للاستخدام بعد الزلزال،
على وسائل النقل البديلة لتوزيع المساعدات. يمكن استخدام المروحيات والطائرات الصغيرة لنقل الإمدادات إلى القرى الجبلية النائية رغم أنها تضل محدودة القدرة بالنظر لتواصل سقوط الصخور . لكنها وسائل تتيح وصولًا أسرع وأكثر فعالية إلى المناطق المتضررة في ضل انقطاع السبل.
لا تزال الحاجة لتكوين فرق إنقاذ محلية و متطوعة من باقي المناطق ضرورة لإدراك حجم هول الدمار الذي لحق القرى النائية:
يجب تدريب وتكوين فرق إنقاذ محلية تتكون من السكان المحليين. يجب تزويدهم بالمهارات والمعدات اللازمة للتعامل مع حالة الطوارئ الغير مسبوقة والإنقاذ في البيئة الجبلية الصعبة. تعتبر هذه الفرق أكثر قدرة على التعامل مع التحديات المحلية والتنقل في المسالك الطرقية الصعبة.
كما أن الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات و الاتصال لتسهيل عمليات التوزيع أصبح أمرا ضروريا و ينادي شركات الاتصالات لتحمل مسؤولياتها بهذه المناطق التي تعيش في حالة عزلة بعد انقطاع الاتصال بهم ، وهو مايزيد من حالات الهلع لدى عائلات الضحايا التي فقدت الاتصال بدويهم منذ ليلة الجمعة،
يمكن استخدام التكنولوجيا لتسهيل عمليات التوزيع والإنقاذ و تحديد المناطق و الأولويات التي تحتاجها هذه المناطق. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية لتحديد المناطق المتضررة وتوجيه فرق الإنقاذ إليها. يمكن أيضًا استخدام التطبيقات المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل وتنسيق جهود الإغاثة والمساعدة عبر إنشاء مجموعات على وسائل التواصل الأكثر انتشار (مجموعات الواتساب و الفيسبوك) لتوحيد و توجيه الإغاثة للمناطق الأكثر تضرراً ،جل المناطق القروية.
التعاون بين المنظمات المحلية والدولية و نكران الذات أمام هذا المصاب الجلل:
يجب تعزيز التعاون والتنسيق بين المنظمات المحلية والدولية المعنية بعمليات الإغاثة والمساعدة. يمكن للمنظمات التي حلت من بريطانيا و اسبانيا أن تقدم الخبرة والموارد الإضافية، بينما تعرف المنظمات المحلية و المجتمع المدني أفضل الاحتياجات والتحديات المحلية لسكان المتضررين سكان القرى المحافظين على قيمنا، المرابطين بجبال الأطلس،الكرماء معنا في الشدة و الرخاء ،المضيفين لكل زائر ،المبتسمين للسياح والزوار رغم قساوة العيش، الصابرين على قساوة الطبيعة و قلة الحيلة،النساء المتابرات المكافحات للعيش الكريم ،الاطفال التي تشع عيونهم براءة ، العيون الواسعة الجميلة أبناء قرى الأطلس. الشيوخ و المسنين حملة القرآن الكريم والسنة المطهرة اللذين يخجلون من طلب المساعدة ،هم اليوم في أمس الحاجة إلينا بجانبهم بما قدر الله.
تعليقات ( 0 )