طرد القوات الفرنسية من بوركينا فاسو نضال من أجل السيادة أم بحث عن حليف جديد ؟
شهدت البلاد موجة من المظاهرات مطالبة برحيل الجنود الفرنسيين المتمركزين شمال شرق العاصمة واغادوغو، ويتهم المتظاهرون فرنسا بعدم القيام بما يكفي لمساعدة بوركينا فاسو في مواجهة الهجمات الإرهابية، وأحيانًا بالتواطؤ مع المعتدين، كما يرى البعض أن التدخل الفرنسي تسبب في انتشار الجماعات المسلحة في مالي وبوركينا فاسو ، كما اتسعت رقعة عملياتها الجغرافية لتشمل العديد من الدول الأفريقية.
ويرى مراقبون أن التوتر نابع من قناعة بأن الوجود العسكري الفرنسي في بوركينا فاسو لم يؤد إلى تحسين الأمن، علما بأن حشودا غاضبة سبق أن استهدفت مقرات السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي، إضافة إلى قاعدة عسكرية فرنسية في البلاد..
ونيجة لهذا الوضع طالبت حكومة بوركينا فاسو رسميا القوات الفرنسية الموجودة على أراضيها بمغادرتها في غضون شهر، وقالت السلطات في واغادوغو إن الأمر لا يتعلق بقطع علاقاتها مع باريس، ويقتصر فقط على اتفاقات التعاون العسكري.في ظل مؤشرات على أن سلطات بوركينا فاسو ترغب في التوجه أكثر نحو روسيا، بحثا عن تعاون أنجع من وجهة نظرها في مواجهة ما تصفه بالهجمات الإرهابية التي تتهم القوات الفرنسية بالتقصير في مواجهتها.
الجدير بالذكر أن فرنسا دخلت في عمليتها الأولى “سرفال” بأهداف محددة وواضحة بغية منع التقسيم في شمال مالي، معتبرا أنها نجحت نسبيا في هذا التدخل ولكن الواقع انها أصبحت عملية مفتوحة من حيث الزمن . ولا يزال 400 جندي من القوات الخاصة يقومون بمهام في حفظ الأمن .
وبهذا الصدد، نفت خريسولا زخاروبولو نائبة وزيرة الخارجية الفرنسية خلال زيارة لها إلى بوركينا فاسو اتهامات لباريس بالتدخل في مستعمراتها السابقة. وقالت زخاروبولو “فرنسا لا تفرض شيئا ولسنا هنا للتأثير على أي قرار أو خيارات معينة”. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد إنه ينتظر “توضيحات” من بوركينا فاسو بشأن طلبها انسحاب قوات بلاده من أراضيها في غضون شهر. وأشار أن الرسائل التي تم تداولها في هذا الشأن تنطوي على غموض كبير.
وألمح ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز إلى وجود علاقة لروسيا بهذا الموضوع، قائلا “هناك تخصص للبعض في المنطقة ممن شاركوا فيما نعيشه بأوكرانيا وأعني أصدقاءنا الروس.
تعليقات ( 0 )