طيور حاظرة المحيط تنظاف لقائمة المشردين و الكلاب الضالة.

هشام الحو

تداعيات كثيرة على ما يبدوا ؛ تلك التي خلفتها قضية اجتثات أشجار الأكلبتوس من مدارة سيدي بوزيد بساحل آسفي ،فبعد تغييب دورها كحاجز صد ضد مخلفات الغبار و الأتربة المتناثرة من الميناء التجاري الذي يقع بقلب المدينة ،بدت الطيور تائهة بعد فقدان ملجئها الاخير الذي كان يقيها حر الصيف و البرد القارس الذي يتزامن و فترة الشتاء الحالي. و هو ما زاد طائر الملك الحزين حزناً و النورس أسود الظهر الجنوبي نَكداً ؛ يُعبر عنه بشبه عواء مزعج و صاخب ،كانه يلعن و يشجب هذا الزمن الظالم و من تسبب في تشرده رفقة فراخه التي رأت النور مؤخراً على إيقاع نشاز تعبر عنه الصورة .
و التي لايخطئها المارة متسائلين عن سبب العبث الحاصل بحاظرة المحيط التي اختار مجلسها الجديد المنتخب بداية تهيئة المدار بقلع الأشجار.
واقع أثار حفيظة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فرع آسفي التي رفعت شكاية بخصوص القضية والتي هي رهن البحث أمام رئاسة النيابة العامة بالرباط حالياً ، والتي أشار فيها فرع المكتب المحلي الذي قام  بزيارة للطريق المؤدية لحي سيدي بوزيد بآسفي، داخل المجال الحضري للمدينة، حيث عاين بقايا اقتلاع واجتثاث مجموعة من أشجار الأكاليبتوس بمساحات واسعة.
معتبراً  أن اقتلاع الأشجار يعد اعتداء بيئيا صارخا مخالف لكل القوانين، علما أن هذه الأشجار كانت تشكل غطاء بيئيا وقائيا ضد تناثر غبار مجموعة من المعادن الموجهة للتصدير بالميناء القريب من المكان، وتعطي جمالية وحماية خاصة للمكان.
وأكد الفرع في ذات الشكاية، أن هذا الفعل مجرم قانونا بموجب القانون الجنائي المغربي وخاصة الفصول 597 و599 ، وهو كذلك مخالف للظهير الخاص بقانون الغابات، وسبق للقضاء المغربي أن فعل المتابعة في مثل هذه الحالة ضد بعض رؤساء الجماعات.
كما عزز الفرع الحقوقي شكايته بقرص مدمج يوثق لعملية اقتلاع الأشجار، ويبرز أن الامر اجتثاث لها وليس فقط تشذيب كما يحاول القائمون على مصلحة البيئة بالجماعة الحضرية لآسفي ادعائه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)