علاقة جامعات الاستقطاب المحدود و أبناء الأغنياء ..!

علاقة جامعات الاستقطاب المحدود و أبناء الأغنياء ..!

 

رفاهية و ثراء الوالدين تجعل مسار حياة أطفالهم ميسراً ؛ فأحلام الطفولة تتحقق قبل أن تصبح أمنيات، يتعامل معهم العامة باللطف والاحترام، نظراً لمكانتهم المالية و الاجتماعية، إذا رغبوا بالالتحاق بجامعة مميزة، تكون ثروة والديهم عاملاً مرجحاً في القبول، إذا تساوت قدراتهم مع الطلاب العاديين من الطبقة المتوسطة و الفقيرة.

في حكومة بنكيران نبه التقدمي الحسين الوردي الذي شغل منصب وزير الصحة حينها إلى هذا الأمر، حين صرح بأن جامعات الاستقطاب المحدود توفر امتيازات لأبناء الطبقة الثرية ،كان يقصد كليات الطب و الصيدلة ،والتي عاشت هذا الأسبوع على تهديدات بتسريب امتحانات الولوج لها ،دون تحديد مصادر هذه التهديدات.
بسباق آخر مرتبط بالموضوع كشفت زلة لسان وزير العدل بحكومة اخنوش ،عن هذه الظاهرة حين صرح وهبي أن ابنه ابن طبقة غنية ويحق له ولوج مهنة يشرف أبوه على امتحاناتها الاشهادية .

بالأرقام هذه المرة :

تتبع باحثون اقتصاديون في جامعة هارفارد بيانات قبول الطلاب منذ عام 1999 إلى 2015، وتوصلوا إلى أنه حين تتساوى الدرجات الأكاديمية فإن أبناء الأغنياء لديهم ضعف فرصة الطلاب العاديين للالتحاق بالجامعات ذات الاستقطاب المحدود.

لا نتحدث هنا عن أي جامعات، ولكننا نتحدث عن جامعات القمة. لا نتحدث عن أي أغنياء، ولكن عن أغنى 1%.

ارتباطا بنفس الدراسة :

– من كل 8 رياضيين أغنياء، يتم اختيار 1 ليحظى بمقعد في جامعة النخبة، لكن الرقم هذا يتراجع حين نتحدث عن الطلاب العاديين، حيث يتم اختيار رياضي واحد من بين كل 20 رياضي ليحظى بنفس الفرصة.

– يحظى أبناء خريجي جامعات النخبة بضعف فرصة القبول المتوقعة لأقرانهم بغض النظر عن مدى دخل الأسرة الحالي.

الامتيازات الغير مُعلنة :

نفترض مثلا إذا حصل طالب من أسرة فقيرة على نفس المستوى العلمي مع طالب من أسرة غنية، فهذا لا يعني أنهما متساويان، بل يعني أن ابن العائلة الفقيرة أكثر اجتهادا منه، لأنه يواجه ظروفا أصعب.

يجب الأخذ بعين الاعتبار هنا، أن الأغنياء أكثر ميلًا للإنفاق على تعليم أبنائهم، مما يعني مدارسًا أفضل وجودة تعليم أعلى، بالإضافة لسهولة انخراط أبنائهم بمساهماتهم المجتمعية، وقدرتهم على قيادة المبادرات، ويتوج هذا كله بحصول أبناء الأغنياء على رسائل إشادة و تميز وتوصية من معلميهم، تسهل عليهم الانضمام إلى الجامعات المميزة و بيئات العمل الممتازة حيث قشدة المجتمع كما يحبذ البعض تسميتها لأن النخبة أصبحت شيء ما مبتذلة.

من منظور أوسع:

الحياة ليست عادلة

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)