عندما يقترن العطاء بالاستغلال تتنافى القيم

عندما يقترن العطاء بالاستغلال تتنافى القيم

 

 

 

تجد بعض الأشخاص يتميزون بالعطاء والسخاء فطريا دون مقابل لكن سرعان مايلقون نقيض أفعالهم أو يساء فهمهم، حيث يرى البعض أن هؤلاء الفئة فرصة للإستغلال إلى حد الإستنزاف فيما يرى البعض الآخر الجانب الحقيقي للأفراد الذين يتميزون بعامل العطاء على أنهم الأكثر وفاءً ومتشبعين بالقيم والأخلاق الفضيلة.

 

لكن حين يشعرون بأنهم يتعرضون للإستغلال يضعون المعني بالأمر في دائرة مغلقة ويمكن أن يقطعوا كل سبل التواصل معه أولا لأنه شخص مضطرب واستغلالي وثانيا لأنه لا يستحق التضحية أو المساعدة وهذا نابع من إدراكهم العميق بأن الشخص المستغل لا يستحق التضحية.

 

من جانب آخر، فإن هذه الفئة تنزوي إلى أمثالها وتصنف أصحاب هذه الميزة في خانة السذج الذين يسهل التلاعب بهم. غير أن اعتبارهم خاطئ على اعتبار أن أصحاب العطاء مثل السهل الممتنع يتعاملون بمبادئهم ومكتسباتهم لا لإرضاء غيرهم كما يعتقدون بل لإرضاء نفسهم أولا الأمر الذي يطرح إشكالا عميقا من الخاسر هل صاحب العطاء أم المستغل؟

 

في سياق متصل، لابد أن يتم تحديد المفاهيم الأساسية لمصطلح العطاء والاستغلال والوقوف على مرتكزات كلاهما لأنهما متناقضين تماماً وفهم التناقض بينهما هو ما يعزز الوعي بأهمية العطاء النقي بعيدا عن الإستغلال.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .