فلسفة “سيسو” سر السعادة على الأراضي الفنلندية.

فلسفة “سيسو” سر السعادة على الأراضي الفنلندية.

 

تحتل فنلندا على مدار 6 سنوات متتالية المرتبة الأولى كأسعد بلد في العالم، وهنا يتبادر إلى الأذهان أسئلة من قبيل كيف حقق الفنلنديون ذلك بطريقة صحيحة، وكيف استمروا مع سعادتهم؟

يُعزى احد الاسباب في ذلك إلى فلسفة سيسو (Sisu)، وهو طريقة عيش متجذرة منذ قرون في الثقافة الفنلندية.
قد لا تجد ترجمة مثالية لمصطلح Sisu لكنه يركز على العزيمة والثبات، ويتعلق بامتلاك الجرأة للمضي قدمًا في مواجهة الصعاب والاحتمالات شبه المستحيلة.

يقول خبراء علم النفس عن فلسفة سيسو أنها تلعب دورًا مهمًا في رفاهية الفنلنديين و تعزز قدرتهم على الحفاظ على هذه العقلية التي تتسم بالإيجابية والمرونة بسكندنافيا التي يعيش سكانها ضروف مناخية قاسية طيلة السنة.

عن كيفية دمج هذا المفهوم في الحياة :

_ البحث عن هدف اكبر

وفقًا لورقة بحثية أجراها علماء النفس، فإن قوة تحملنا تكون أكبر بكثير عندما نعمل من أجل هدف أكبر من ذواتنا.
– لدراسة هذه الفلسفة بشكل أكثر عمقًا، أكمل الباحثون رحلة استكشافية بطول 1500 ميل عبر نيوزيلندا، وقد كرسوا رحلتهم لزيادة الوعي بالعنف الأسري ونتائجه.
– في كل مرة ينتابهم الشعور بالإرهاق أو يساورهم الشعور بالاستسلام، يكون هذا الهدف الأكبر بمثابة الحافز الذي يدفعهم للمضي قدمًا.
لذا عندما يواجه المرء تحديًا جديدًا أو يكون بحاجة إلى القوة للاستمرار، يجب عليه البحث عن هدف أكبر للسعي لتحقيقه.

_ دعم المرونة بالتدريب المتواصل:

– كانت إحدى الباحثات في البعثة تتدرب قبل الرحلة إلى نيوزلندا كل يوم تقريبًا لمدة عامين، وكانت تواظب على الجري مهما كانت الظروف أو حالة الطقس سواء كان ممطرًا أو مشمسًا.
– بمرور الوقت، انتقلت الباحثة من مُبتدئة إلى تسجيل مسافة 10 إلى 15 كلم في اليوم.
يُفهم من ذلك أن التدريب والمرونة يجعل من السهل تسخير طاقتنا الداخلية.
إذ تشير الدراسات إلى أن أجسامنا لديها احتياطيات خفية تعتمد عليها بشكل طبيعي عندما نكون في أمس الحاجة إليها.
لذلك كلما تحدينا أنفسنا أكثر، زاد تبنينا للعادات التي تعزز من قدرتنا على الصمود.

_الرِفق بأنفسنا و التواصل مع الطبيعة,

إلى وقت قريب ساد الاعتقاد أنه لكي يكون المرء ناجحًا يجب أن يكون قاسيًا على نفسه، بل إن منّا من يفخر بأنه يتعامل مع نفسه بصرامة، ويعتبر أن ذلك يُشكِّل مؤشرا على عزمه نحو تحقيق الأهداف. غير أن عددًا كبيرًا من الأبحاث العلمية، يُظهر أن توجيه المرء الانتقادات لنفسه، يأتي دائمًا بنتائج عكسية، فمثل هذه الانتقادات تُفضي إلى زيادة الشعور بالتعاسة والتوتر، كما قد تدفع المرء للنزوع إلى المماطلة والتسويف بشكل أكبر، وتجعله أقل قدرة على تحقيق أهدافه في المستقبل.
فبدلا من أن نمعن في جَلْد النفس، علينا أن نتعاطف معها، وأن نبدي قدرًا أكبر من التسامح إزاء ما ارتكبناه من أخطاء. وأن يعمد كلٌّ منّا في الوقت ذاته، إلى الترفق بنفسه خلال الأوقات، التي نمر فيها بإحباطات، أو نشعر خلالها بالإحراج.

خلاصة
في فنلندا، يُعد المشي لمسافات قصيرة أو طويلة في الطبيعة جزءًا أساسيًا من ثقافة المواطنين الذين يصل تعدادهم إلى قرابة 6 مليون فنلندي يتمتعون بصحة جيدة,و يصل متوقع أمد الحياة لدى الرجال 79 سنة مقابل 84 سنة للنساء ،كما أن عَلم هذه البلاد المغمورة تحت الثلوج غالبا ما يُرفرف على منصات التتويج بألعاب التحدي و اللقائات الدولية لالعاب القوى و الماراثون.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)