قصة غريبة لشاب يبحث عن خطيبته الصابونة مع وسيلة إعلامية ذائعة الصيت
في زمن بدأت فيه معدلات الزواج في الانخفاض من جديد بعدما كان الإقبال عنه شائعا، ظهر شاب من تحت الأنقاض بتصرف مثير لدهشة الجميع. كان شاباً ذكياً ومحباً للحياة، لكنه كان يرى في الزواج التقليدي عبئاً غير ضروري.
في يوم من الأيام المتشابهات بمدينته الساحلية بعدما شبع لحما، و بينما كان يستحم بعد يوم طويل من التسكع بحثا عن مبردات لولعته، لفتت نظره صابونة جديدة كانت قد أحضرهتا خالته من متجر لمستحضرات التجميل بأوربا حيث تعمل على تدويب الفوارق الروحية. كانت الصابونة برائحة فواحة وشكل مغري. شعر الشاب بارتباط غير مألوف بهذه الصابونة، وكأنها أصبحت جزءاً من يومه لا يستطيع أن يتخلى عنها. لكن عوامل التعرية التي أصابت الصابونة، جعلت الشاب متعلقا بها لدرجة دوبانها دون رجعة، لتبدأ من جديد رحلة البحث عنها مع إحدى القنوات المختصة القريبة من اهتمامات جمهور الصوابن، و لأن تجربتها في وضع الصابونة لاي قيمة مجتمعية مقاومة لتيار مد التفاهة، قررت القناة اخيرا رفع صوت هذا الشاب للجماهير لانطلاق عملية البحث.
بدأ هذا مع أصدقائه بجدية بالحديث عن رغبته في الزواج بصابونة، ما أثار استغرابهم وضحكهم. ظنوا بدايةً أن الأمر مجرد مزحة، لكنها تحول مع مرور الوقت إلى حديث جاد بعد مروره المباشر على القناة المختصة. قال لهم عبر القناة الواسعة في كل شيء حتى الإنتشار أن: “هذه الصابونة لا تطلب منه أي شيء، ولا تسبب له أي ضغط. ترغب فقط في أن يعتني بنفسه وأن يكون يومي ناعمًا وعطراً”.
حاول الناس من حوله إقناعه بأن الزواج بصابونة فكرة غير منطقية عبر التعليقات، وأنه يجب أن يفكر في الارتباط بشئ اخر خشن الملمس يمكنه مشاركته الحياة بصعوباتها وسعادتها حتى يحس بالواقع المحيط به. لكنه أصر على انتظار صابونته المفقودة، مدعيا أنها في رحلة للخارج مع خالته، ومع مرور الأيام، بدأ يدرك أن الناس لم يكن لديهم أي قدرة على فهم مشاعره تجاه تلك الصابونة، رغم الترويج المجاني لرغباته التي حصدت ملايين المشاهدات لحساب قناة “غفلوني TV”.
في اليوم الموالي في رحلة البحث، التقى الشاب برجل حكيم يدعى الشيخ حسان. استمع الشيخ حسان لكلام الشاب باهتمام، ثم قال له: “الحب والعناية يجب أن تكون بتوازن. العلاقات البشرية، رغم صعوبتها أحيانًا، تمنحنا الشعور الحقيقي بالمشاركة والتعاون. قد تكون الصابونة جميلة وتمنحك راحة وقتية، لكنك لن تجد فيها التفاهم والاحتواء الذي تراه في علاقة إنسانية حقيقية”.
فكر الشاب بعمق في كلام الشيخ حسان. أدرك أنه كان يهرب من التحديات التي قد تواجهه في الزواج بشخص آخر، وبدأ يحول اهتمامه إلى كيفية بناء علاقة حقيقية بإشراك الحب والصدق مع الآخرين، بعد أن أصبح منزلقا تجاه هاوية حب صابونته.
الصورة الأكبر:
هذه القصة ليست من وحي الخيال، لكنها بطريقة أو بأخرى تصور واقع الحال الذي افقدنا الكثير من الالتزام تجاه مجتمعنا الغارق في التفاهة، بدعم عمومي وصلت وقاحته درجات لا تطاق، أمام ضرفية حرجة من انحطاط قيمنا المجتمعية برعاية إعلامية لا تزال تحاول التطبيع مع أمراض المجتمع.
Comments ( 0 )