كيف نفذ أناس البوعناني انقلابا إلكترونيا على عبد العزيز الرباح؟؟؟
عند زيارة الموقع الإلكتروني لجماعة القنيطرة، تطالعك كلمة للسيد أناس البوعناني، رئيس المجلس الجماعي، هذه الكلمة التي أراد لها السيد الرئيس أن تكون مناسبتها “الافتتاح الرسمي للموقع الإلكتروني لجماعة القنيطرة”، وكأن الجماعة الترابية القنيطرة كانت بلا موقع إلكتروني على عهد، الرئيس السابق عبد العزيز الرباح، البائد.
كلمة منقوشة على خشب اللغة والكلام، لا تحمل رؤية ثاقبة لقنيطرة ما بعد انتخابات الثامن من شتنبر، ألفين وواحد وعشرين. كلمة، لا تعطي للمواطن/ القارئ تصورا واضحا لما بجعبة السيد رئيس الجماعة من مفاتيح قادرة على فك شفرة أبواب موصدة تقبع خلفها آمال وآلام ساكنة صوتت لغير حزب العدالة والتنمية، ولغير جماعة عبد العزيز الرباح، صوتت على بديل مغاير ومختلف، ظنا منها أنه يمتلك طموحا ومشروعا وبرنامجا ينقل عاصمة الغرب المنسي إلى مصاف المدن الكبرى للمملكة.
غير أن السيد أناس البوعناني اختار أن يغني على غير ليلى ساكنة القنيطرة، كما اختار أن يغرد خارج سرب الأصوات التي جاءت به إلى كرسي الرئاسة؛ فراح يحدثنا عن رقمنة الإدارة والتكنولوجيا الحديثة متواريا خلف تصدير توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شأن تعميم الإدارة الإلكترونية. حتى يكاد القارئ/المواطن يشعر بأن المنجز الذي يتباهى السيد رئيس الجماعة في كلمته هذه، منجز تاريخي وعظيم لا يشق له غبار، ولم يسبقه إليه عبد العزيز الرباح وكل رؤساء جماعات المملكة السعيدة من طنجة العالية إلى الكويرة الغالية.
لعل زوار الموقع الإلكتروني للجماعة الترابية القنيطرة، على قلتهم، يشهدون أن هذا الموقع، خلال حقبة الرباح البائدة، كان يحتوي على كثير من المعطيات والوثائق والأرقام، تهم مقررات المجلس والاتفاقيات المبرمة والميزانيات المبرمجة والعروض المفتوحة والأنشطة الموازية لرئاسة المجلس واللجان الدائمة والموضوعاتية، كما كان يتضمن كثيرا من الدلائل والخدمات إلكترونية، الهدف منها تقريب الإدارة من المواطن/المرتفق، وإرشاده ومساعدته على تسريع وثيرة الحصول على الخدمات الجماعية.
غير أن كل هذه المعطيات والوثائق والأرقام اختفت، حتى بات الموقع الإلكتروني للجماعة بلا ذاكرة أرشيفية توثق لتاريخ تدبير الشأن المحلي بالقنيطرة، وتشهد على التداول الديمقراطي الذي أفرزته صناديق الاقتراع لمغرب النموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة، ومغرب القطع مع بيروقراطية الإدارة وتبسيط المساطر وتمكين الساكنة من الوصول إلى المعلومة وإرساء دعائم الشفافية والنزاهة وتكافؤ الفرص.
فلماذا عمد السيد رئيس المجلس الجماعية للقنيطرة إلى محو ذاكرة الموقع؟؟؟ لماذا أحدث قطيعة بين حقبة الرباح وحقبته؟؟؟ هل أراد بذلك أن يمنع عن المواطنين فرصة المقارنة بين ولايته والولاية السابقة؟؟؟ أم أن دواعي الصيانة والإصلاح دفعت به إلى أن يقدمه إلينا في صورة نسخة تجريبية طال أمد تحولها إلى نسخة نهائية؟؟؟
إن زيارة خاطفة لموقع جماعة الرباط، ومطالعة سريعة لكلمة السيدة أسماء أغلالو، كفيلة بأن تكشف البون الشاسع والفرق البين ما بين الكلمتين. ففي الوقت الذي انبرت عمدة الرباط إلى طرح برنامجها وتصورها لمستقبل مدينة الأنوار وفرص النهوض بها على كافة المستويات، فضل رئيس عاصمة الغرب أن يحدثنا عن الرقمنة والإدارة الإلكترونية، مبتعدا بذلك عن انتظارات الساكنة ونائيا بنفسه عن الإجابة عن سؤال التنمية، كسؤال إشكال ورئيسي، من المفترض أن يهب السيد الرئيس إلى البحث عن الأجوبة الممكنة والكفيلة بفك شفرة التنمية بمدينة تشهد الكثير من الإكراهات وتعرف العدي من التحديات المستحدثة والمستجدة.
إن الزائر للموقع الإلكتروني للجماعة، سواء كان من أبناء القنيطرة أو غيرها، لن يظفر بغير خفي حنين وهو يغادره، إذ يمنعه غياب مقررات المجلس من معرفة انشغالات المنتخبين الذين حازوا ثقة الكتلة الناخبة بالقنيطرة، ويمنعه هذا الغياب، أيضا، من تقييم عمل أعضاء المجلس واستكشاف قدراتهم كقوى اقتراحية قدمت نفسها في صورة سلة من الأفكار والمقترحات والبرامج والمشاريع هدفها الارتقاء بالخدمات على كافة الأصعدة والمستويات، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
وما يزيد من ضبابية صورة تسيير الجماعة وعتمة مشهد تدبير الشأن المحلي بالمدينة هو غياب وثيقة برنامج عمل جماعة القنيطرة 2022/2027، باعتباره العقد السياسي المبرم ما بين المجلس والساكنة، وبكونه خارطة طريق الجماعة، التي ترسم بدقة وتحدد بوضوح السياسات الكبرى للتنمية المحلية.
فإذا لم يكن الغرض من إهمال الموقع الإلكتروني هو حرمان المواطنات والمواطنين من الحق في الحصول على المعلومة، فإن الغاية المتوقعة من ذلك هي إقبار مبدأ الشفاية وتعطيل آلية التواصل أو تهميشها والتقليل من شأنها في أحسن الأحوال.
لذلك، وجب طرح السؤال التالي: متى ينتبه السيد أناس البوعناني إلى الدور المحوري والهام للموقع الإلكتروني للجماعة فينقتل بنا نحن زواره من النسخة التجريبية إلى النسخة النهائية المطلوب تحديثها باستمرار حتى يكون باستطاعتها مواكبة أشغال المجلس وأنشطة رئاسة الجماعة؟؟؟
تعليقات ( 0 )