لشگر يقف عند مفترق الطرق الذي تعيشه الصحافة الوطنية

لشگر يقف عند مفترق الطرق الذي تعيشه الصحافة الوطنية

 

 

 

أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال لقاء صحفي عقد بمقر الحزب يوم الأربعاء الماضي، أن العديد من المهن في المغرب، مثل الموثقين والمحامين، عانت من اختلالات كبيرة تم التصدي لها بجدية من قبل الجهات المختصة. وأشار إلى أن مشكلات مثل إدارة الودائع وحقوق المواطنين استدعت تدخلاً حاسماً لإصلاح الأوضاع، معتبراً أن هذا النموذج يمكن أن يُطبق على تحديات أخرى، بما فيها تلك التي تواجه الصحافة المغربية.

 

وفي سياق حديثه عن واقع الصحافة والإعلام في المغرب خلال السنوات الأخيرة، عبّر لشكر عن أسفه العميق لما آلت إليه هذه المهنة التي كانت يوماً ركيزة أساسية في بناء الوعي الوطني. وقال: “الصحافة اليوم تعاني من أزمة حقيقية تستوجب إصلاحاً شاملاً، وأنا مقتنع بأن تطوير القوانين المنظمة لهذا القطاع سيكون خطوة حاسمة لإعادة الهيكلة والتحديث اللازمين”. وأضاف أن الصحافة المغربية، التي شهدت محاولات للإصلاح خلال الفترة الأخيرة، ما زالت تعاني من تباينات في الرؤى والممارسات أضعفت مكانتها، لكنها قادرة على استعادة عافيتها إذا ما توفرت الإرادة.

 

وفي هذا السياق، يبرز الدور التاريخي للأقلام الاتحادية التي ساهمت عبر عقود في تشكيل هوية الصحافة المغربية. فقد كانت هذه الأقلام، المنبثقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي، صوتاً مدافعاً عن الحريات العامة والعدالة الاجتماعية، وساهمت في تعزيز الخطاب النقدي البناء الذي شكّل جزءاً أساسياً من تاريخ الصحافة الوطنية. ورغم التحديات الحالية، يرى لشكر أن المجتمع المغربي قادر على مواجهة هذه الأزمات، مشدداً على أن معالجة مشاكل الصحافة ليست بالأمر المستحيل، بل تتطلب تعاوناً بين الفاعلين لاستعادة دورها الريادي.

 

وختم الكاتب الأول تصريحاته بالتأكيد على ضرورة أن ينتج الإعلام الوطني مؤسسات قوية ومستدامة، معبراً عن تفاؤله بأن تكون هذه المرحلة مجرد محطة مؤقتة يتجاوزها المغرب نحو إعلام قوي ومستقل. وبهذا، يظل الإرث الاتحادي في الصحافة شاهداً على إمكانية التجديد والبناء، متى توفرت الرؤية والإصلاحات اللازمة.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .