مجتمع الديجيتال يقود الحياة ويرسم معاييرها

هشام حاو

من البديهيات التي تؤسس نظرة الإنسان إلى المجتمع ،هي أن الإنسان يعيش نظام مجتمعه -بصورة ما – باعتباره النظام الكلي الذي يخلق الناس ،و يُوجه سلوكهم أو يحد منه.
بمعنى أن المجتمع هو المسؤول عن وضع مقاييس سلوكنا و المعايير التي ينبغي لنا أن نرى أنفسنا من خلالها ؛ وبذلك نرى المجتمع من خلال هذه المعايير عينها .
و كذلك الأمر – إن صح – ينطبق في الواقع الافتراضي عبر الانترنيت ،حيث تكونت مجتمعات ليست بمعزل عن مجتمع الواقع .
فاكتسب مجتمع الفيسبوك مثلا عندنا في المغرب هذه الصفة ،بعد أكثر من مرة ،عبّر فيها مجتمع الديجيتال هذا عن آراءه و قناعاته بأكثر من قضية نوقِشت أو شكلت إجماعا على أرض الواقع بالمجتمع التقليدي، الذي سَلم عجلة القيادة الحضارية للحواسيب و الهواتف الذكية. فأصبحنا لا نقود من دون بصماته في أصابعنا و ايحاءاته في أفكارنا و أحاسيسنا .
بل حتى رؤية الحياة الراهنة من دون مجتمع الديجيتال أصبحت حياة مملة ! 
فبمجرد الالتفات قليلا لما حولنا ،سنرى ماذا صنعت بنا الهواتف الذكية و الحواسيب ،
و خير مثال لذلك ما وقع مؤخراً بالانتخابات و كيف استطاع الحزب الفائز بها من اكتساح المشهد السياسي بعد أن عرف كيف يُمرر برامجه و وعوده السياسية من خلال منصات التواصل الاجتماعي مستغلاً ضعف الأحزاب الأخرى للوصول إلى مجتمع الفيسبوك و غيرها من المجتمعات الرقمية بعالم الديجيتال من مؤثرين، صناع المحتوى أو ما يصطلح عليه بالمواطن الديجيتال degital cityzen كما يسمى بعلم الإجتماع الآلي .

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)