مع المستهلك : إنتصار الحرية المالية على الرغبات الاستهلاكية عالية الجودة .

مع المستهلك : إنتصار الحرية المالية على الرغبات الاستهلاكية عالية الجودة .

 

مع شدة اللوم الموجه للمنتجات المقلدة، و التي لم تعد تلقى مقاومة بعد رحيل وزير التجارة المخضرم و رجل الأعمال مولاي حفيظ العلمي، إتجهت العادات الاستهلاكية للدفاع عن خيار المنتجات المقلدة.

لا ينكر أحد اعجابه بالمجوهرات اللامعة والساعات السويسرية، لكن التكلفة العالية تبقى محل اعتراض خاصة بعد حلول الضيوف الجدد على العادات الاستهلاكية المختلفة بسبب التضخم .

كيف تحصل على شيء دون دفع تكلفته ؟
النسخ المقلدة.

تعارض رغبات

تتضخم أسعار منتجات الماركات العالمية بوتيرة أسرع من التضخم ذاته، فحذاء الاديداس (ستانت سميت)الذي كان يباع بـ 600 درهم تضخم سعره اليوم لـ 700؛ وفي ذات الوقت يمكنك شراء نسخة مقلدة بـ 150 أو=200 درهم مع سروال جينز 90% من مكوناته تحتوي على محفزات التعرق و تشعرك بالحكة في بعض المناطق الحساسة و حرارة الصيف المرتفعة.

يقع الجيل الصاعد ( جيل للزابينغ) بين قطبين متعارضين: أخلاقياته المثالية وهوسه بالحرية المالية.

من ينتصر هنا؟ الاغلب يميل للحرية المالية.

“أخلاقي/عملي” ؟

يجادل جيل الزابينغ انطلاقًا من “الجدوى” c’est utile، الحذاء هو مجرد حذاء، الساعة هي مجرد ساعة (لا يهم هنا أن كانت ستسبب حساسية أو اگزيما ).

المُبرر :

التصميم الجميل هو تصميم جميل “والقلب يعشق كل جميل” لكنه سيفقد بريقه بعد زمن؛ لذا ما المانع من شراء حذاء جميل يحقق الجدوى حتى لو سبب حساسية الأعين و احمرارها بعد خلعه دون خسارة مبالغ طائلة على منتج استهلاكي؟

بالأرقام حيث تتبع صحة المواطن بالضفة الأخرى :

في العام الماضي %37 من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15/24 عام اشتروا منتجا واحدا مقلدا على الأقل خلال السنة السابقة، مع الأخذ بعين الإعتبار أن النسبة لم تتجاوز ال%14 في عام 2019.

%48 ممن اشتروا منتجات مزيفة ارجعوا السبب لرغبتهم بتوفير التكلفة.

%24 ممن اشتروا منتجات مزيفة فسروا تصرفهم لغياب الفرق الواضح بين المنتج الأصلي والمزيف.

من منظور شامل

تفسر الرغبات بامتلاك منتجات ثمين بأنها رغبة بالحضور و إثبات الذات و الإنتماء لطبقة معينة؛
دفع مبالغ طائلة على منتج ما، يضمن لك انتمائك لشريحة معينة.
أصبحت الحياة مُزيفة أكثر من أي وقت سبق.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)