مع المنظور بريس : الروائي عبد الرحيم الحبيبي عن متعة الكتابة للجمهور.
تختلف آراء الكتاب الروائيين في معنى الكتابة ، لذلك حاولنا عند لقائنا بالكاتب و الروائي الكبير عبد الرحيم الحبيبي الحديث عن علاقة الكاتب بالجمهور ،خاصة و أن هذا الكاتب ربط علاقة بجمهور واسع بعد ترشحه لجائزة البوكر العربية برواية “تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية” التي فازت بجائزة الشباب للكتاب 2013 و رواية “سعد السعود” 2010 إضافة لرواية “خبز و حشيش وسمك” 2008.
حاولنا خلال لقائه الممتع في جولة شاطئية أن نبسط بعض المقومات العامة من حديث كاتب روائي مخضرم لصحفي متدرب حول متعة الكتابة و علاقتها بالجمهور .
يقول الروائي انطلاقا من خبرة سنين أن على الكاتب أن يكون على علم بمن يكتب لهم وما يهمهم. يجب أن يفهم الجمهور المستهدف بعمق ويعرف ما يريدونه وما يشغلهم، ومن ثم يقدم لهم القصص التي يرغبون في قراءتها.
مضيفا ان متعة الكتابة تكمن بموهبة السرد والتعبير بطريقة تجعل القارئ يشعر بالاندماج في عالم الكاتب. يجب أن يكون السرد مثيراً وجذاباً للقارئ، بحيث يشعر بالمتعة والتشويق أثناء القراءة.كما يجب أن يكون الكاتب قادراً على التعامل بمهارة مع الجوانب المختلفة للحياة والإنسانية خاصة ،وأن يتمكن من تصويرها بطريقة تجعل القارئ يشعر بالتعاطف والاهتمام، ليستمر في القراءة.
بشكل عام، يمكن أن يستنتج من حديث كاتب روائي مخضرم أن الكتابة للجمهور تتطلب فهماً عميقا للواقع المعاش، و هذا ما احالنا إلى السؤال عن فقدان جماهيرية القراءة و العزوف عنها و عن مسببات هذا الوضع…؟
بنبرة حازمة تراكمت بعد سنوات العمل الميداني في مفتشية التربية و التعليم يرد الروائي : هذا ليس مشكل القارئ بل يجب أن تكون كاتبا مخلصاً لنفسك حتى تكون مخلصا للقارئ، وأن تتجنب الانجراف إلى الدراما الزائفة أو الصراعات الاصطناعية كما تفعل بعض المواقع. يجب أن تكون كاتب صادقاً وموثوقاً، وأن تعالج المواضيع بحيادية وعمق لأن الكتابة الصحفية شكل من أشكال النضال المنفصل عن الاديولوجيات لانك لست مناضلا سياسيا و لا نقابيا تدافع عن الخطط و البرامج او كاتبا يكتب لحسابه الخاص ،بل صحافي تؤدي شكلا من أشكال الخدمة العمومية الإجبارية public service obligation، مصداقيتكم انتم الصحافة مرتبطة أكثر بالجمهور الذي يتطلع اليكم كسلطة رابعة يُنتظر منها الانتصار لقضايا المجتمع .
بالفعل. أحد أهم جوانب الكتابة للجمهور هو فهم الجمهور الذي نعيش معه .
لكن و من خلال منظوركم كيف يمكن صياغة المشاكل والاهتمامات والأفكار التي تشغل الجمهور؟
يجب أن تكون هناك قدرة على تقديم القصص والشخصيات التي تتناسب مع تلك الاهتمامات والمشاكل و هي كثيرة في مجتمعنا الذي يرتكز هرمه الديمغرافي على قاعد شبابية مهمة متعطشة للثقافة و أكثر تفاعلا .
يجب أن تكون قادراً على التحدث إلى جمهور الشباب بلغة يفهمها وبأسلوب يجذبه ويحفزه للمتابعة و التفاعل بايجابية؛
وبالتالي، ففهم الجمهور جيداً يساعد الكاتب على تحقيق الاتصال الفعال وإيصال رسالته وفهمه بشكل أفضل للوصول إلى صيغة نهائية يجد القارئ نفسه متصلا بها،و على العموم يجب الحفاظ على التفاعل و التجاوب مع اهتمامات واقعية تتطلب المزيد من البحث و القراءة ؛ فهما وسيلتان على درجة عالية من الاهمية للحصول على أفكار جديدة و توسيع آفاق الكاتب عن الثقافات والأفكار المختلفة.
كما أن القراءة بشكل مستمر ، والتعرف على أساليب الكتابة والأساليب السردية المختلفة يساعدان على ممارسة الكتابة بشكل منتظم، باستخدام مختلف الاساليب و القوالب الصحفية ، كما هو الحال بالنسبة للعمل الصحفي و الذي يتطلب ابداعا و فلسفة عميقة للانتقال عبر تحليل الظواهر وصولا إلى إيجاد الحلول التي لا تعفي من الاستشارة و طلب المعلومة من أهل الاختصاص و الخبراء، للوصول إلى صيغة نهائية يجد الجمهور فيها دافعا لمواصلة القراءة و البحث عنها و حتى تخصيص ميزانية لها من مصروفه الشهري.
تعليقات ( 0 )