“مُشرّدين سياحيين” لإنعاش السياحة الداخلية بحاضرة المحيط.

مدينة أسفي

“مُشرّدين سياحيين” لإنعاش السياحة الداخلية بحاضرة المحيط.

 

تتأثر حاضرة المحيط هذا الصيف بظاهرة التسول والاستجداء الذي وسع من نطاق المشكلات الاجتماعية المتراكمة، و التي أصبح بعضها ضرورة اجتماعية لا مفر، واجب الاَداء و الاستجداء و تطبيع مع امراض المجتمع بداعي الحاجة و نقص الحيلة.

الزمان غلابه..

صحيح أن اليد العليا أفضل من اليد السفلى ،لكن كثرة الأيادي أمام المصليات وسط ما لذ و طاب من الفواكه و النعم، تضرب في عمق رسالة السلام ،قبل أن تؤثر سلبًا على صناعة المنظر العام. في العديد من الواجهات…على شرفات المقاهي و المطاعم و محطات حافلات و داخل الحافلة حيث يتم نشر وتوزيع اسطوانة البوم “لست وحدك “، لحظة ضعف تذكرك بالأغنية قبل أن تصل المحطة القادمة ،بدون تذكرة يتكرر المشهد على نفس النهج مع نفس السائق ،توصيلة ،تسول استجداء بأصوات مدروسة بعناية ترصد المزاج العام قبل توجيه الرسالة “الزمان غلابه..”.

جرعة زائدة

يحصل هذا ان لم يعترضك اثنان وسط طريق، يستجدون بصوت مرتفع ما يمكن أن تجود به من بعض النعم الظاهرة عليك..أصبحت النساء كذلك تشتكي من كثرة الاستجداء باسم “خالتي..خالتي’ “ميمتي” دبري لي دراهم، ورائحة اللصاق تفوح و عبارات ساقطة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي رفض محتمل إن لم تشارك بجريمة التسول و البؤس ، يتكرر المشهد وطلب المساعدة مع السياح و السياحة الداخليةبطرق مختلفة مع ذبول الاطفال على طول الطريق، ثم ينبثون وسط طاولات المقاهي مع شكلاطة رديئة و مناشف على زجاج السيارات بشارات المرور، ليتكلف بعدها بائع “السلسيون” بحصاد الهشيم و نشره على المدارات الحديثة المرصعة بابهى موديلات الساعات يترقبون وقوفها بعد جرعة زائدة من اللصاق.

الأثر

تؤثر ظاهرة التسول و والاستجداء مع قصور برامج التنمية سلبًا على صناعة السياحة بعدة طرق، الآثار الرئيسية:
1. تأثير سلبي على سمعة المحيط: قد يعتبر السياح هذه الظاهرة إزعاجًا وتجربة سلبية عند زيارة آسفي. من المحتمل أن يشعروا بالضغط والتوتر نتيجة للمطالبات المستمرة للمال والاستجداء المستمر.
قد يترك هذا الانطباع سلبية على سمعة المدينة ويؤدي إلى تراجع عدد الزوار.

2. الشعور بعدم الأمان والاستياء: يعتبر التسول والاستجداء أمرًا مزعجًا ومحرجًا للعديد من السياح كما المحليين.
إذا كانت هناك زيادة في أعداد المتسولين والمستجدين، فقد ينشأ شعور بعدم الأمان بين الساكنة التي ذاقت من سياسة استقدام المهاجرين الأفارقة و المشردين من مدن أخرى . قد يفضل البعض تجنب الوجهات التي تعاني من هذه الظاهرة
قد تؤثر ظاهرة التسول والاستجداء على السياحة في النقاط التالية:

3. التأثير على الجوانب الثقافية والتراثية لحاضرة المحيط: يعتبر السياح المغاربة آسفي وجهة للاستمتاع بالثقافة والتراث المحلي و المنتوج البحري المتنوع و نسيم المحيط . ومع ظهور ظاهرة التسول والاستجداء بشكل متكرر، قد يتم تشويه هذه الجوانب الثقافية والتراثية المهمة. يمكن أن يؤدي الركود الاقتصادي والفقر إلى زيادة أعداد المتسولين والاستجداء في المستقبل وبالتالي يتغير انطباع السياح عن حاضرة المحيط.

4. الانحراف عن التجربة الأصلية لزيارة آسفي: يبحث السياح عن تجارب فريدة وممتعة أثناء سفرهم. ومع وجود المتسولين والمستجدين في الشوارع والأماكن السياحية، قد يشعر السياح بعدم الراحة والاضطراب ويشتت انتباههم عن التجربة الحقيقية التي توفرها حاضرة المحيط. قد يؤدي هذا إلى تخفيض مستوى الرضا لدى السياح وقد يترك انطباعًا سلبيًا .

5. تأثير على الاقتصاد المحلي: قد يؤدي التسول والاستجداء إلى تقليل الإنفاق السياحي في المنطقة المتأثرة. إذا شعر السياح بعدم الراحة أو الاستياء من هذه الظاهرة، فقد يكونون أقل عرضةً للقيام بالتسوق أو تناول الطعام في المطاعم المحلية أو حتى الانتشاء بسيجارة في لحظة تأمل أمام غروب الشمس في البحر المحيط.

من منظور أوسع:

ظاهرة التسول تنعكس فيها القيم المجتمعية وتعكس واقع الفقر والاستجداء حين غياب سلطة الردع و تعطيل القانون.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)