نداء الأمهات من آسفي : ولدي يتعاطى “السلسيون” ! من المسؤول؟
ساعة من الٕارهاق النفسي بعد منتصف الليل تشاركها كل ساكنة الحي، امام مشهد لشاب على حافة سطح المنزل يهدد بالانتحار و يسبّ كل من له دخل في تدهور الأوضاع و ضياع المستقبل، في مدينة لها من الإمكانيات لا تنعكس على واقع تنميتها الذي أصبح محاصرا بكل أشكال المخدرات الفاخرة و الرخيصة، ليس ترفا و لكن محاولة مهووسة بهلوسات الترقيع لإطار عجلة التنمية المغشوش بجعبة “سلسيون” .
سقوط حر من السطح يحبس أنفاس الحي !
ماذا تبقى بعد ؟
عندما تكتشف الام أن ابنها يعاني من تعاطي “السلسيون”، تواجه تحديا يؤثر على صحتها النفسية والعاطفية. يكون للأم دور محوري ومؤثر في تجربتها مع هذه المشكلة.لانها الوحيدة من رافقة عظام ابنها الهشة و المكسورة بسيارة الإسعاف تلك الليلة، تجد نفسها مضطرة لمواجهة التحديات النفسية والاجتماعية والصحية المترتبة على تعاطي ابنها لــ “سلسيون.”
قبل كل شيء و قبل السقوط الحر لابنها من على سطح شعور لا يمكن رصده تشعر الأم بالحزن والقلق الشديد على صحة وسلامة ابنها. تعلم أن التيه الذي جعلها تسهر الليالي مع أخطر أنواع المخدرات وتسبب في تدمير حياتها و علاقاتها مع الأمان الذي هجر البيت منذ مدة ،مجرد ابتلاء تتقاسمه مع باقي الامهات. تتفاوت تأثيرات الادمان على الأفراد، ولكنها عادة ما تشمل التدهور الصحي والعقلي والاجتماعي للأم التي تسهر على راحة الجميع بدون كبرياء. تعيش الأم بحالة من القلق المستمر على سلامة ابنها وتخشى على حياته من التأثير الضار لتلك المخدرات القاتلة التي لم تعد تصلح لما كانت تصلح له ؛ سوى مراكمة ثروة باعتها و المستفيدين من تجارتهم البائسة . هُم .. أنتم!
من المسؤول !؟
قلق ؛ مشاعر الإحباط والاستياء تنتاب الأم. فهي تشعر بأنها قد فشلت في حماية ابنها وتوجيهه نحو الطريق الصحيح، تفشل بعد أن تدرك أن طريق السلسيون أيسر، تتفاجأ الأم بتعاطي ابنها للمخدر وتشعر بالأسف الشديد لعدم اكتشافها المشكلة في الوقت المناسب. تقوم بتقييم طرق التربية والتوجيه التي قد أخطأت فيها، لا تجد السبيل أمام مشهد انتشار “السلسيون” ؛ لِصاق يشل حركتها نحو اي مفر ،وهذا يؤثر على ثقتها في نفسها كأم. مع ذلك، يجب أن تتذكر الأم في تجربتها مع تعاطي ابنها للمخدر، يضعها في مواجهة تحديات اجتماعية ومجتمعية أكبر من كبريائها هذه المرة. تشعر بالعار والخجل من أن تكون أماً لشخص يعاني من إدمان لصاق متوفر على مرأى الزجاج الحاجب لسيارات المسؤولين،..لا تخجلي!
تخشى من الحكم والانتقادات محاصرة وتجد صعوبة في مشاركة هذه المشكلة مع الأهل والأصدقاء. هذا التوتر الاجتماعي يُضاف إلى العبء النفسي الذي تعانيه الأم بالفعل…لا تخجلي! هم لا يخجلون!
بصفتها الراعية الرئيسية لا لأوضاع البلاد لإبنها، تشعر الأم بالضغط النفسي والمسؤولية الهائلة ؛ هم لا يشعرون !
تجد نفسها في حالة من الارتباك والتحدي في اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن كيفية مساعدة ابنها في التغلب على إدمان المخدر. تسعى للحصول على المعلومات والموارد اللازمة لفهم المشكلة والبحث عن العلاج المناسب. وتحاول أن تكون مصدر دعم قوي لابنها لكنها في نفس الوقت تواجه صعوبة في التوازن بين الحب والدعم وبين الحدود والتأثير الإيجابي ،و هم لا يشعرون و لا يخجلون من وراء الزجاج الحاجب للسياراتهم الفاخرة.
لستِ وحدك بالمعركة!
يجب أن تتذكر الأم أنها ليست وحدها في هذه المعركة. يوجد العديد من المنظمات والمجتمعات والمراكز العلاجية التي تقدم الدعم والمساعدة للآباء والأمهات الذين يواجهون مشكلة تعاطي المخدرات لأبنائهم.هم يتلقون الدعم من خلال الانضمام إلى مجموعات الدعم والبحث عن المساعدة ، يمكن للأم أن تستفيد من المعرفة والإرشاد والدعم ؛ فهم لا يسمعون أيضا ؛ انهم يستمتعون وراء الزجاج الحاجب للسياراتهم.
من اجل الحد الأدنى من المعرفة:
تواجه الأم باعتبارها الكائن الوحيد الذي يوزع الحب على حساب كبريائها تحديات صحية وعاطفية مع تعاطي ابنائها للمخدرات. تعاني من القلق المستمر والتوتر و الضغط النفسي المستمر و الاكتئاب و الأرق، مما يؤثر سلبًا على صحتها العقلية والجسدية. يمكن أن يؤدي هذا الضغط النفسي المستمر إلى انخفاض مستويات الطاقة والتركيز، واضطرابات الجهاز الهضمي والقلب، وتدهور الحالة العامة للصحة.
إضافة إلى الآثار الصحية، تتعرض الأم للمشاعر العاطفية المتناقضة. الحزن والألم لرؤية ابنها يعيش حياة مدمرة ومنغمس في الإدمان. قد تشعر بالغضب والإحباط تجاه تلك الظروف وتأثيرها على حياتها العائلية والشخصية.
إضافة
شعور بالخيبة والانكسار لأنها لا تستطيع أن تغير وضع ابنها بمفردها. يمكن أن يتسبب هذا الضغط العاطفي في تدهور العلاقات العائلية والاجتماعية، ويؤثر على الرضا الذاتي والتوازن العاطفي للأم .
من منظور أوسع بانتظار الحلول:
للتعامل مع هذه التحديات التي تواجه النساء، من المهم أن تسعى السلطات للحصول على الدعم اللازم لمواجهة المادة اللاصقة التي تشل حركة الأمهات داخل هذا المستنقع البائس.
تعليقات ( 0 )