هل عاملك الناس باحترام يوم أمس!؟
عن أخلاق الأجيال الصاعدة …
لا يمكن الجزم بشكل عام بأن اخلاق الاجيال الصاعدة قد انحطت بالكامل، فالأمر يعتمد على الفرد والثقافة التي ينتمي إليها والتي يتأثر بها. ومع ذلك، يمكن القول بأن هناك بعض التغيرات في القيم والأخلاق التي يتبناها الجيل الجديد، مثل زيادة الاهتمام بالتكنولوجيا والتواصل الاجتماعي على حساب العلاقات الاجتماعية الواقعية، وقد يؤدي ذلك إلى تغيرات في السلوكيات والأخلاقيات و قيمة القيم التي تكتسبها هذه الأخيرة من من تحول المجتمع و تطوره..
ومع ذلك، فإن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن الجيل الجديد من البشر أكثر سوءًا من الأجيال السابقة، فالأمر يعتمد على العديد من العوامل المختلفة.
استطلاع :
أكد مشاركون على مدار 70 عامًا، في استطلاع عالمي أن البشر يشهدون تدهوّرًا في الصدق والطيبة والأخلاق الحميدة عامّةً.
ولكن نشرت مجلة Nature هذا الأسبوع دراسة مقارنة أقران تؤكد أن فكرة انحطاط أخلاق البشر ما هي إلا وهم.
نتائج الدراسة:
أكّد أغلب الـ 220000 مشارك أمريكي في استطلاع امتدّ من عام 1949 إلى 2019 أن الأخلاق في الفترة التي تمّت فيها الدراسة أسوء من السنوات السابقة. كما وصلت 59 دراسة مشابهة من بلدان أخرى إلى نتائج مشابهة.
وبالرغم من اعتقاد المشاركين أن الأخلاق فسدت، إلا أن الباحثين لاحظوا أن الإجابات الإيجابية عن أسئلة مثل “هل عاملك الناس باحترام يوم أمس بأكمله؟” لم تتراجع أبدًا، بل أن بعض المشاركين أكّدوا على تحسّن أخلاق الناس في دوائرهم الاجتماعية من عام 2005 لـ2020
لكن، “لماذا نشعر” أن أخلاق البشر تدهورت؟
تعزو إحدى النظريات السبب وراء ميلنا كبشر لاسترجاع ذكرياتنا بشيء من التلميع والتحسين و الفخر. إضافة إلى ذلك، يُفكّر الإنسان الحديث في المواقف السلبية أكثر من الإيجابية، وقد يكون السبب هو الاهتمام بوسائل الإعلام و الأخبار المحزنة أكثر من المُفرحة.
زمن الطيبين ما ولّى، ولكننا نحتاج لتعزيز فكرة سمو أخلاق البشر.
من منظور أوسع
الحكم على الأخلاق يختلف حسب زاوية النظر، البعض يركز على الأخلاق الفردية، و التي تشهد تقدما، آخرون يركزون على الأخلاق الجماعية و التي تشهد تراجعا .
الصورة *: محاضرة عن الأخلاق للفيلسوف أرسطو 384 قم 322 قبل الميلاد.
تعليقات ( 0 )