هنا المغرب :شعب عظيم..يُلقي درساً في القيم !

هناالمغرب :شعب عظيم..يُلقي درساً في القيم !

 

 

 

كشف الزلزال المدمر للشعب المغربي أنواعا جديدة من التحديات التي أعقبت الكارثة، وأظهر قيم سمحاء بشكلٍ لافت اعتقد البعض أنها انقرضت جراء ضغوطات الحياة التي جعلت تفكك العلاقات الإجتماعية سمة العصر الحالي عبر العالم .

 

عندما تضرب الزلزال بقوتها المدمرة، تتمزق الأرض و تتهاوى المباني و تنقطع الطرق وشبكات التواصل،تسقط أرواح الشهداء وتسقط معها المعنويات و الأمل ، وتتفقد الأسر ممتلكاتها. إلا أن المغاربة أظهروا قدرًا هائلاً من الصمود والتكاتف في مواجهة القدر . ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9] .

 

تبادلت المجتمعات المحلية الدعم والمساعدة بعضها مع بعض ، وفُتحت الابواب للمتضررين وقُدم المأوى والموارد للمتضررين و رفعت الصلوات و أكف الدعاء فأشرقت دعواتهم نورا بعد ليلة ضلماء ،اصوات تهتف بالإنسان أنه لا يتم إيمان المؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ،جود بالموجود ،يرسم معالم التمغرابيت لمن لم يعلم جدور الكلمة بعد.

 

هذا الشيخ يحمل ما تيسر له لتقديمه للشباب المتطوع المتجه بقافلة المساعدات لمناطق وعرة ،و ذاك طفل يتبرع بأدواته المدرسية لأخ لم يُلاقيه وراء الجبال، و عجوز أمام قافلة مساعدات لم تجد ما تجود به تخلع خواتمها الذهبية ذكرى سنوات الحب الجميل و تتبرع. روح التضامن المغربية في الطارئة و تعاليم الإسلام السمحة والقيم الأخلاقية العالية التي يتمتع بها الشعب المغربي و ملكه تضخ هذه الأيام جرعات الامل المفقود في النسانية عبر الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام الدولية.

 

ففي المغرب، يُعتبر العون والتعاون مبادئ أساسية، ويتم تشجيع المغاربة على مساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة.يتحلقون حول كل مصاب جلل حين سقوطك بحادث ،تعتقد أنهم من معارفك،هم لا يعرفونك ،هم يكرمون المهاجرين الذين انقطعت بهم السبل ،يكرمون عزيز قوم ذُل، يستقبلون ضيف الله، يواسون كل مكروب، ،يتشاركون الطعام مع اليتامى و المساكين، يهبّون لنجدة كل محتاج ولو خارج الحدود، ونتيجة لذلك، يتجاوز المغاربة الخلافات الشخصية والاختلافات الثقافية ليقفوا متحدين كشعب واحد لمواجهة تحديات اليوم، في أسمى صور نكران الذات.

 

تحث القيم المغربية التقليدية على العطاء والكرم والضيافة. فعندما يتعرض أحدهم للمشاكل، يتجاوب المغاربة بسرعة لتقديم المساعدة والدعم بكل ما أوتوا، ليس فقط كما اعتدنا بأيام الرخاء ،في الرخاء و الشدة.

 

لقد تجلت قيم السماحة والتسامح في المغاربة في مواجهة الزلزال المدمر بشكل ملفت لدى الأجيال الصاعدة كذلك، رغم ما يقال عن هذا الجيل المرتبط بشبكات التواصل أكثر من التواصل الحقيقي. فعندما تعرض الناس للخسائر والمعاناة، تفاعل الاطفال و المراهقون بروح المساندة والتعاطف. تجمّع الأطفال خلف الكبار للمساعدة في إزالة الأنقاض وإنقاذ المحاصرين، ويوفرون ما جادت به قدراتهم من مساعدة في حمل المواد الغذائية والمياه والإسعافات الأولية للمصابين.

 

بالإضافة إلى ذلك، اتضح التواصل الفعال والتعاون بين الجهات الحكومية والهيئات الإنسانية والمنظمات المجتمعية ،تعاونو بشكل وثيق لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين. جهود على كثرتها و تعبئتها لموارد مهمة للإغاثة ،بدت متواضعة أمام عظمة شعب تجند صغيره و كبيره لإغاثة اخوتهم .

 

علاوة على ذلك، يعكس استمرار المغاربة في ممارسة حياتهم اليومية وبناء مستقبلهم رغم الصعوبات الناجمة عن الزلزال. روحهم القوية وإصرارهم على تجاوز المحن ، ويتجسد كل هذا في قائد هُمام . يعملون بجد لإعادة بناء مجتمع متماسك ،وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مما يعكس تفانيهم وتصميمهم على التعافي والنهوض.

 

من منظور اوسع

 

يتبادل المغاربة الأمل والتفاؤل رغم المآسي التي يعانونها اليوم، و التي انستهم مشاكل الأمس. يعتمدون على قوتهم الداخلية وروحهم المقاومة كاجدادهم للتغلب على الصعاب وبناء مستقبل مُشرق. إنها قدرة إلاهية تجسدت على أرض احبها اسمها المغرب، ارض الأولياء و الصالحين.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)